صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

بعد لقائه سليماني.. الحكيم يستعد لزيارة تركيا لحشد التأييد الإقليمي لـ(التسوية) وأنقرة تشترط تقاسم النفوذ مع طهران

  علمت “العالم الجديد” أن رئيس التحالف الوطني وزعيم المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم يتجه اليوم الاربعاء الى النجف للقاء المرجعيات الدينية قادما من اجتماع مع الجنرال الايراني قاسم سليماني، فيما يحضر للقاء مسؤولين أتراك في أنقرة لحشد التأييد المحلي والإقليمي لمبادرته حول مشروع “التسوية الوطنية”

 

علمت “العالم الجديد” أن رئيس التحالف الوطني وزعيم المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم يتجه اليوم الاربعاء الى النجف للقاء المرجعيات الدينية قادما من اجتماع مع الجنرال الايراني قاسم سليماني، فيما يحضر للقاء مسؤولين أتراك في أنقرة لحشد التأييد المحلي والإقليمي لمبادرته حول مشروع “التسوية الوطنية”.

 

وقال مصدر من داخل المجلس الاعلى الاسلامي، إن “السيد عمار الحكيم اجتمع (أمس الأول) الاثنين، بالجنرال الايراني قاسم سليماني، لاقناعه بورقة التسوية كونه يمثل طهران وبسبب تأثيره المباشر على عدد من فصائل الحشد الشعبي المتوجسة من المشروع”، مبينا أن “السبل أصبحت ممهدة لقادة تلك الفصائل للقاء الحكيم من أجل بحث مشروع التسوية”.

 

ويعتبر الجنرال سليماني الشخصية الأكثر جدلا في منطقة الشرق الاوسط بسبب تواجده في أكثر البؤر توترا في المنطقة، وكونه المسؤول عن الملفين العراقي والسوري داخل الحرس الثوري الايراني، والأكثر قربا للمرشد الايراني علي خامنئي.

 

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، لحساسية المعلومات في حديث لـ”العالم الجديد” اليوم الأربعاء، أن “الحكيم سيتجه الى تركيا للقاء المسؤولين الأتراك من أجل شرح بنود التسوية بهدف تبنيها وإقناع المسؤولين السنة بالمشروع”، موضحا أن “أنقرة أبدت موافقة مبدئية، لكنها تشترط ثلاثة أمور هي طرد حزب العمال الكردستاني PKK من كامل الأراضي العراقية، ومساواة النفوذ التركي بنظيره الايراني داخل العراق (دون توضيح مفهوم النفوذ)، واستمرار اندماج الكرد في العملية السياسية لضمان عدم مطالبتهم بالانفصال”.

 

ونفى “وجود أي لقاء مباشر مع مسؤولين عراقيين هاربين أو مقيمين في تركيا (في إشارة الى طارق الهاشمي وخميس الخنجر) ضمن جدول أعمال الزيارة، وانما سيقتصر اللقاء على المسؤولين الأتراك فقط”.

 

وتأتي زيارة الحكيم وسط أنباء عن عقد اجتماع يضم طارق الهاشمي وأسامة النجيفي والخنجر ورافع العيساوي مع المسؤولين الأتراك الداعمين لهم، لبحث ورقة التسوية كممثلين للمكون السني.

 

وأكد أن “لقاء الحكيم ملك الأردن عبدالله الثاني في عمّان كانت تصب في هذا الاطار، وقد حصل لعى نتائج ايجابية (لم يبيّنها)”، لافتا الى أن “المملكة العربية السعودية لن تدخل في جولات الحكيم الاقليمية لأن الرياض ترفض أي تسوية داخل العراق في الوقت الحاضر، وهي تتقاطع مع معظم دول المنطقة في رؤيتها للعلاقة مع بغداد”.

 

وأشار المصدر الى أن “الحكيم يتجه اليوم الى النجف على رأس وفد من التحالف الوطني للقاء المراجع الدينية الشيعية وشرح مضامين التسوية في إطار حشد التأييد الداخلي لها”، نافيا ان يكون “أي من الاحزاب الشيعية الرئيسة قد أبدى رفضه لهذه المبادرة”.

 

ويعول الحكيم وأطراف سياسية عراقية مختلفة على مشروع التسوية التاريخية أو الوطنية كما يطلق عليها البعض، في حل المشكلة العراقية بصورة جذرية، استعدادا لتدشين مرحلة ما بعد داعش.

 

ولا زال يعيش العراق حالة نزاع طويل الأمد، منذ بدء الغزو الأمريكي عام 2003 والاطاحة بنظام صدام حسين، دون وصول الأحزاب السياسية الى حل جذري للمشاكل المتفاقمة.

إقرأ أيضا