فيما يَقلق كثيرون من الرقم 13 ويعتبرونه رقماً مشؤوماً، يتحول في مدينة دبي وعبر مهرجانها السينمائي الدولي الى رقم للنجاح وتكريسه بعد سنوات متواصلة من الإصرار على الاحتفاء بالسينما كفن وصناعة.
المهرجان الذي انطلق في العام 2004 بـ76 فيلماً عرضها في ستة أيام، يصل هذا العام 2016 الى دورته الثالث عشرة التي تنطلق غدا الأربعاء، بعرض 156 فيلماً من 55 دولة طوال أيام المهرجان الثمانية بموازاة “سوق دبي السينمائي”، ومجموعة من المسابقات والأنشطة الحصرية والعروض الافتتاحية والعروض السينمائية الخاصة.
مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي تشرف عليه سلطة دبي للمجمعات الإبداعية يستمر في تكريم مجموعة من أهم الشخصيات التي عملت ومازالت في صناعة السينما والأفلام، ومثلما احتفى المهرجان في دورته الأولى عام 2004 بالفنان الراحل عمر الشريف والمخرج المصري داوود عبد السيد، مروراً بقائمة طويلة من المبدعين منهم الممثل مورغان فريمان، والنجم المصري عادل إمام، والمخرج والمنتج الهندي ياش شوبرا، والراحل المنتج والمخرج الأمريكي من أصل سوري مصطفى العقّاد، والمخرج الأمريكي أوليفر ستون، والسوري نبيل المالح، والممثل الهندي شاروخ خان والمخرج الراحل يوسف شاهين والممثل داني غلوفر، والممثلة المصرية الراحلة فاتن حمامة، والهندي أميتاب باتشان وصولاً الى الممثل الأمريكي مارتن شين والممثل المصري الراحل محمود عبدالعزيز والمخرج البريطاني مايكل أبتد.
لقد مرت على لجان تحكيم مسابقات المهرجان مجموعة هائلة من ألمع المخرجين والنقاد والعاملين في الحقل السينمائي من مختلف بلدان العالم وثقافاته المتعددة .
مهرجان دبي السينمائي الدولي وعبر صندوق (إنجاز) لدعم الأفلام في مرحلة التحضير والتنفيذ الذي أطلقه في دورته السادسة في العام 2009 ساهم في تقديم مجموعة كبيرة من صانعي الأفلام العرب والتعريف بهم وبأعمالهم ودعمهم للوصول الى المشاهدين في مختلف أنحاء العالم، وبشكل خاص مجموعة من صانعي الأفلام العراقيين من شمال العراق وجنوبه .
ومثلما شاركت الأفلام العراقية في دورات المهرجان السابقة، تشارك هذا العام أربعة أفلام في العروض الخاصة والمسابقات يتقدمها الفيلم الروائي الطويل للمخرجة العراقية الكردية سولين يوسف (بيت بلا سقف) الذي يروي حكاية الأشقاء آلان ويان وليا الذين وُلدوا في كردستان العراق وعاشوا في ألمانيا وعودتهم الى العراق لدفن والدتهم إلى جانب والدهم الذي قُتل في انتفاضة ضد نظام صدام حسين، ليصطدموا بعائلتهم وتقاليدها والفجوة التي صنعها اختلاف الثقافة والزمن واكتشافهم لمعنى التعاطف والحب للناس والمكان الذي تنتمي اليه أمهم وولدوا، الفيلم سيتم عرضه ضمن برنامج ليالي عربية الذي يقدمه المهرجان لرواده ويستضيف فيه مجموعة من الأفلام التي اختارها خارج المسابقة الرسمية.
ثلاث أفلام عراقية تشارك في مسابقتي المهر للأفلام الطويلة و المهر للأفلام القصيرة، الأول فيلم (العاصفة السوداء) للمخرج حسين حسن في مسابقة المهر للأفلام الطويلة، الفيلم يروي حكاية حبيبين من الطائفة الإيزيدية في العراق يتعرضان مع قريتهم لهجوم إرهابي لتنظيم داعش، ثم بيع النساء والمتاجرة بهن في دورة عنف لاتتوقف، كذلك الفيلم القصير (إبراهام) لعلي كريم عبيد يشارك في مسابقة المهر الخليجي القصير ويروي حكاية عائلة مسيحية تدفع الجزية لعناصر داعش من أجل البقاء على قيد الحياة ومحاولة حماية أبنتهم ، فيلم (الساعة الخامسة) للمخرج أيمن الشطري، يشارك في مسابقة المهر للأفلام القصيرة ويتحدث عن شخص انتحاري يحاول التخلص من حياته.
