أدّت بحبوحة الأمان في ناحية عامرية الفلوجة، التابعة لقضاء الفلوجة في الانبار، إلى إصدار تعليمات بعودة الحياة الدراسية إلى طبيعتها، لكن هذه التعليمات أثارت حنق المعلّمين الذين نزحوا خارج الناحية بسبب العمليات العسكرية، والقصف وقذائف الهاون.
ولم يعُد الأمان بشكل طبيعي إلى عامرية الفلوجة إذ أنها ما تزال تشهد محاولات من قبل تنظيم ما يسمّى بـ”الدولة الإسلامية” المعروف بـ”داعش” بالسيطرة عليها.
وقد حفرت فصائل الحشد الشعبي التي وصلت إلى الانبار قبل نحو اسبوعين خندقاً لعزل الناحية عن بقيّة المحافظة من أجل مسك الأرض، لكن الأمن ما يزال أمراً صعب التحقّق.
فيما دعا فيصل العيساوي، مدير الناحية، الكوادر التدريسية والتعليمية من النازحين إلى العودة لمدارس الناحية والمباشرة بالدوام خلال مدة أقصاها 10 أيام.
وقال العيساوي، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “على الكوادر التعليمية والتدريسية من المعلمين والمدرسين النازحين العودة إلى الناحية والمباشرة وبخلاف ذلك سيتم فصل المتخلفين وتعيين بدلاء عنهم من أجل استمرار المرحلة الدراسية للطلبة والطالبات في الناحية”.
وأضاف بلهجة صارمة، إن “هذا القرار يشمل حتى الكوادر التعليمية التي نزحت إلى شمال العراق”.
وتضرّرت البنية التحتية في الفلوجة بشكل كبير إثر العمليات العسكرية المستمرة منذ نحو أكثر من عام، والتي لم تمكّن القوّات الحكومية من السيطرة على المدينة بشكل كامل، إذ ما يزال عناصر تنظيم “داعش” يتحصنون في بعض مناطق قضاء الفلوجة.
وقال سلوان فاضل، التدريسي الذي نزح إلى مدينة الرمادي، “لا يمكن مطالبة المعلمين والمدرسين بالعودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها في الوقت الذي ترك فيه مسؤولو محافظة الأنبار أنفسهم المحافظة، وأهلها إلى بغداد واقليم كردستان ودول الجوار”.
وتساءل في اتصال هاتفي مع ال”العالم الجديد”، “كيف لنا ان نعود والطرق خطرة وأغلبها مغلقة ومناطقنا نفسها خطرة والمعارك مستمرة بين الحين والآخر”.
ووصف مشتاق عبد الله، التدريسي الذي نزح إلى إقليم كردستان في اتصال هاتفي مع “العالم الجديد” القرار بـ”غير المنصف”.
وطالب عبدالله في حديث لـ”العالم الجديد”، الحكومة المحلية في الأنبار بـ”العودة إلى المحافظة قبل مطالبة الموظفين البسطاء بالعودة والمباشرة بالدوام رغم المخاطر”.
وما يزال أبناء العشائر يحملون السلاح في الناحية الصغيرة خشية من عمليات “داعش” المستمرة.