صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

تركيا.. قلق مختلف

  منذ زمن طويل تتعاطى معنا جارتنا الشمالية الكبرى من منطلق المستقر امنيا، اقتصاديا وسياسيا جدا، باسترخاء شبه تام تناور تركيا من ملف الى آخر مع العراق، المياه ام الملفات وابوها، اذرعها السياسية العراقية التي تحركها كالدمى، لم تكتف بذلك بل ساهمت الى جنب بلدان اخرى في النفخ بقربة داعش ودعمها بشكل او بآخر من اجل بعثرة الاوراق في العراق وسوريا الى ابعد الحدود

 

منذ زمن طويل تتعاطى معنا جارتنا الشمالية الكبرى من منطلق المستقر امنيا، اقتصاديا وسياسيا جدا، باسترخاء شبه تام تناور تركيا من ملف الى آخر مع العراق، المياه ام الملفات وابوها، اذرعها السياسية العراقية التي تحركها كالدمى، لم تكتف بذلك بل ساهمت الى جنب بلدان اخرى في النفخ بقربة داعش ودعمها بشكل او بآخر من اجل بعثرة الاوراق في العراق وسوريا الى ابعد الحدود.

عانى العراق كثيرا من تركيا العلمانية، ولكنه عانى اكثر واكثر من تركيا العثمانية، على الاقل لان الاخيرة استطاعت ايضا ان توظف ساسة اقليم كردستان للعمل بالضد من بغداد، واستثمرت بشكل جيد جنح الاقليم لتصدير النفط بمعزل عن المركز بأي ثمن، وساهم بتوسع تلك السياسة عملية السلام التي جرت بين تركيا وحزب العمال الكردستاني.

لكن تركيا في صيف العام 2015 ليست تركيا السابقة، نعم هذا لن يجعلها دولة ضعيفة ولن تتأثر كثيرا، ولكن الجانب التركي بدأ يشعر بالقلق من تسارع التطورات الامنية، السياسية وحتى الاقتصادية.

امنيا بدأ الارهاب يضرب عصب الاقتصاد التركي وهو السياحة، اسطنبول التي تمثل بوابة الاتراك الى العالم القارتين شهدت سلسلة من الحوادث الامنية من اهمها التفجير الذي استهدف قصر دولما باغجة المعلم السياحي الشهير الذي يستقطب السياح. ناهيك عن التطورات الامنية في المدن الاخرى.

حزب العمال الكردستاني اعلن مسؤوليته عن بعض تلك الهجمات وكذلك داعش ربما يكون مسؤولا عن هجمات اخرى، ولا يخفى ان رعاة الارهاب مغامرون كمربي الحيوانات المفترسة!

سياسيا فان مفاوضات تشكيل الحكومة باءت بالفشل وبعد اشهر من التفاوض يدور الحديث الان عن انتخابات مبكرة لتجاوز الازمة التي ربما تعيد انتاج نفسها من جديد.

اردوغان الذي يودع السجن بين الحين والاخر فريقا من الضباط تحت ذريعة القيام بمحاولات انقلابية وجد نفسه امام معارضة قوية ولم يعد بإمكانه ان يعمل وفق هواه كما كان الحال في الدورات السابقة حينما سلمه الاتراك مقاليد الحكومة والبرلمان.

المفترض اننا كعراقيين لا نرحب باي ارباك يحصل في هذه الجارة او تلك، لكن مساوئ القدر وبؤس الساسة في شرقنا الاوسط المريض يجعلنا نرحب او نترقب بشيء من الامل حينما تتهاوى صروح جيراننا الكبار! ان شعورهم بالضعف احيانا يجبرهم ربما على اعادة النظر بسياساتهم المتغطرسة، اننا من الضعف بمكان بحيث لا يسعنا ان نؤثر في الملف التركي على اغلب الظن، لكن اعباء تركيا الثقيلة علينا تدفعنا على الاقل للنظر بشيء من الامل لما يحصل داخل اسوار بقايا السلطنة العثمانية.

 

 

إقرأ أيضا