صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

تزوج بعيدا عن منزله.. وأمير بـ(داعش) ينام في فراشه

  تفاجأ سكان منطقة الحرية شمالي العاصمة بغداد، بأعداد الشباب المتواجدين بالقرب من احد المنازل

 

تفاجأ سكان منطقة الحرية شمالي العاصمة بغداد، بأعداد الشباب المتواجدين بالقرب من احد المنازل. على الجانب الاخر عشرات السيارات تقف بطابور طويل. اغلق الزقاق. بعد دقائق قليلة تعالت اصوات اطلاقات نارية، مُزجت بموسيقى شعبية ارتفعت من مكبرات الصوت “DG”. انها “زفة” احد النازحين الوافدين الى بغداد”.

 

محمد اكرم، الذي نزح من قضاء بيجي التابع لمحافظة صلاح الدين العراقية، كان قد اكمل مراسم خطوبته من حبيبته، فهما ينويان الزواج نهاية شهر ايار مايو الماضي، لكن الاخبار القادمة من مدينة الموصل، دفعته الى الخروج مع عائلته هرباً من اجتياح ينوي القيام به تنظيم “داعش” لمحافظة صلاح الدين، شمال العاصمة بغداد.

 

ينتمي محمد الى المذهب “السُني”، بينما خطيبته، تنتمي الى المذهب “الشيعي”، وهي تسكن في قضاء الهاشمية، التابع لمحافظة بابل، جنوب العاصمة بغداد.

 

يقول محمد لـ”العالم الجديد”، إن “زوجتي من قضاء الهاشمية، وانا من قضاء بيجي، مئات الكيلومترات تبعدنا عن بعض، لكننا اصرينا على الزواج، رغم الظروف الصعبة التي امر بها مع عائلتي، بعد نزوحنا من بيتنا، لكن الحياة لابد ان تستمر، وهذا ما وافقتني عليه زوجتي”.

 

ويضيف “رغم اننا تزوجنا، لكن كل شيء حدث على عكس ما توقعنا، كنا نريد ان يكون زواجنا في المكان الذي كبرنا فيه معاً”. كان بيت محمد قريبا من بيت خطيبته، فهما جيران في حي السكك بقضاء بيجي، وكبرا معاً، وهناك بدأت قصة عشقهما”.

 

في شهر اذار مارس الماضي، عندما كان محمد في بيجي، كتب في صفحته بالفيس بوك “اليوم اكملت كل شيء، فغرفة النوم اشتريتها، وكل مستلزمات الزواج انتهيت منها، انا بانتظار تحديد موعد الزفاف”. حينها بارك له اصدقاؤه وأقرباؤه، من الموجودين في قائمة الاصدقاء”.

 

اغلب الشباب العراقي الذين تربطهم علاقات غرامية، يخصصون شريحة اتصال “رقم خاص”، لتلك العلاقات. محمد كان واحداً من هؤلاء، حيث خصص رقم هاتف للاتصال بخطيبته. لم يعرف احد هذا الرقم سواهما. شاءت الظروف ان يخرج شريحة الهاتف ويتركها في البيت، وبقي على تواصل مع خطيبته عبر رقمه القديم.

 

بعد دخول تنظيم “داعش” مدينة الموصل في العاشر من حزيران الماضي، اتخذت عائلة محمد قراراً بالخروج من القضاء، بعد ان بدأت المعارك تشتد في اطراف مدينتهم. مئات العوائل كان حالها لايختلف عن محمد وعائلته، فاضطر الجميع للسفر الى العاصمة بغداد او اقليم كردستان العراق.

 

ويروي محمد تفاصيل رحلتهم من بيجي الى بغداد، التي لم تخل من صور الموت والدمار وانتشار المسلحين على طول مئات الكيلو مترات من الطريق. في تلك الاثناء كان يتبادل محمد الذي يتحدث لـ”العالم الجديد” المسجات مع خطيبته من هاتفه القديم، ليطمئنها عليه.

 

بعد وصوله وعائلته الى بغداد واستقرارهم هناك، وبينما كان محمد منشغلاً مع عائلته بتأثيث الشقة التي استأجروها وكيفية ترتيب اوضاعه والحصول على عمل، فوجئ بالرقم الذي اتصل به!!. شعر بما لايعرف أن يصفه. في ثوان قليلة تذكر اأنه نسي هاتفه في غرفته قبل هروبهم من بيجي.

 

تردد بالاجابة على الهاتف للوهلة الأولى، لكن اصرار المتصل المجهول كان وراء تحفيز محمد بالرد على الرقم الذي لم تعرفه سوى حبيبته. كان يتخوف من الاجابة وسماع خبر سيئ. لكنه بعد رنتين متتاليتين فتح الخط، وإذا بصوت ذكوري يقول له “معك الحاج أبو أبرار، وأن غرفة زواجك جميلة جداً، سأٌقضي فيها اوقات ممتعة”. شعر محمد بان عناصر “داعش” دخلوا منزلهم ووجدوا كل اشيائه الموجودة فيها، فأكد الخبر له احد اصدقائه الذين لم يخرجوا من القضاء.

 

 

إقرأ أيضا