يستعد المخرج السوري الشاب باسل خير الله لعرض فيلمه “تسامح” في مدينة ساربسبورج النرويجية.
واتفق خير الله مع شركتي “أوستفولد ميديا” و”روك أرت” برودكشن على إنتاج الفيلم وعرضه في مهرجان النرويج باعتبارها مكان إقامة المخرج، وغيره من المهرجانات الأوروبية والعربية الأخرى، إضافة إلى عرضه قريباً في الصالات.
ويوجه خير الله من خلال فيلمه “تسامح” رسالة للغرب بأنه لا يزال يجهل الكثير من الثقافة العربية والإسلامية، منوّهاً أن الإرهاب لا يعني الدين الإسلامي بقدر ما يعني أفراداً بعينهم عددهم محدود ولا تأييد لهم مؤسساتياً على الإطلاق، موضحاً أنه اختار الزمان المناسب والمكان الملائم ليطرح فكرته حيث الموجة الغاضبة مكاناً وزماناً من حادثة مقتل الصحفيين الفرنسيين قبل مدة قصيرة، وحيث الهجوم الإعلامي في أوروبا على الإسلام والاتهامات الجاهزة له بأنه دين إرهاب، مضيفاً أنه “كان من باب الواجب عليّ أمام الله وأمام ديني وجنسيتي العربية أن أقدّم ما يمكن أن يلطّف الأجواء، ويغيّر الصورة التي ارتبطت بأذهان الغرب عن الإسلام”.
ويرى المخرج خير الله أن أهم ما يجب إيصاله للمواطن الغربي هو أن الإسلام دين قام على بناء السلام بين الإنسان ونفسه من جهة، والإنسان وأخيه الإنسان من جهة أخرى، مستشهداً بالحديث النبوي الشريف: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، موضحاً أن السينما في أوروبا هي أكثر وأسرع وسيلة لإيصال المعلومة للإنسان هناك، مشيراً إلى أنه اعتمد أسلوب الفيلم القصير من عشر دقائق ليوصل الرسالة بأسرع وقت ممكن.
كما كشف خير الله أنه اختار اللغتين العربية والنرويجية المحلية، لتكونا لغتي الفيلم في بدايته، وذلك ليخاطب الشعب الذي يعيش بينه في المرحلة الأولى، على أن ينطلق بعدها إلى ترجمة الفيلم نفسه إلى لغات أخرى وأهمها الإنجليزية، مبيناً أن أولى محطات الفيلم على صعيد المهرجانات ستكون في مهرجان “ترومسو” السينمائي في النرويج، مضيفاً: “ومن تلك المحطة سننتقل إلى المشاركة في مهرجانات أخرى في مختلف بلدان أوروبا، وفي مهرجانات عربية، للتأكيد بكل اللغات وبكل الأماكن أن الإسلام براء مما يكال له من اتهامات معلّبة وجاهزة للاستهلاك في الإعلام”، متوقعاً للفيلم أن يحصد جوائز كما في أفلامه السابقة.
وعن التفاعل الإعلامي والاجتماعي مع الفيلم في النرويج، أكد خير الله أن قنوات التلفزة هناك والإذاعات والصحف اليومية أفردت مساحات للحديث عنه، مضيفاً: “كما كان هناك تعاطٍ إيجابي من شخصيات نرويجية مهمة ومؤثرة في المجتمع، وكذلك من قبل الشارع النرويجي، الثقافي والعام، وكل هذا كان بعد التعاطي الإعلامي الإيجابي”.
يعد “تسامح” أول فيلم عربي ينتج بأوروبا للدفاع عن الإسلام بعد الهجمة التي شُنّت عليه إثر جريمة “شارلي إيبدو” التي وقعت في فرنسا قبل أسابيع.