ذكر تقرير في القناة الاسرائيلية الثانية، أمس الأربعاء، أن تنظيم (داعش) يحاول تجنيد مجموعة من الأطباء من “عرب اسرائيل”، للعمل في المستشفيات الميدانية في ساحات المعارك بكل من العراق وسورية، والتي تعاني من ندرة الأطباء المؤهلين.
وقال التقرير الذي تابعته “العالم الجديد”، إن “(داعش) استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لحث طلاب (عرب إسرائيليين) يدرسون الطب والصيدلة في الجامعات الأردنية، لتجنيدهم قبل عودتهم الى اسرائيل”.
وأضاف أن “التنظيم الارهابي يبحث عادة عن (العرب الاسرائيليين) الذين يقطنون الجهات الشمالية والجنوبية من البلاد، ويبدأ بإقناعهم من خلال (تلبية الواجب الديني) بالاستناد الى آيات من القرآن ذات صلة بالجهاد”.
وبيّن التقرير أن “التنظيم وبعد إقناع الطلبة، سيطلب منهم السفر الى تركيا، ومن هناك يشقون طريقهم الى ساحات القتال في العراق وسورية لتطبيق مهاراتهم العلاجية على المقاتلين الجرحى”.
(عرب إسرائيل) أوعرب 48 يُطلق عليهم أيضا اسم عرب الداخل أو فلسطينيو الداخل، وهم الفلسطينيون الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل (بحدود الخط الأخضر، أي خط الهدنة 1948).
ويشار إليهم أيضا في إسرائيل بمصطلحي “عرب إسرائيل”، أو”الوسط العربي”، كما يستخدم أحيانا مصطلح “الأقلية العربية”، هؤلاء العرب هم من الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد أن سيطرت إسرائيل على الأقاليم التي يعيشون بها وبعد إنشاء دولة إسرائيل بالحدود التي هي عليها اليوم.
ووصف والد أحد الطلبة الذين كانوا على وشك الانضمام لـ(داعش)، قائلاً ان “ولدي كان على بعد شعرة من الارهاب، لقد كانوا يستغلون علاقته بالدين، فبدأوا بإنشاء علاقة شخصية معه، ثم راحوا يدسون في رأسه (جرائم بشار الأسد ضد الفلسطينيين في المخيمات)، ثم بعد إبداء قناعته، تلقى دعوة (الجهاد)، لمعالجة (المجاهدين الذين يقاتلون نظام الأسد)”.
وأضاف والد الطالب الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن “التنظيم وظف كل الآيات القرآنية التي لها علاقة بالجهاد في القرآن لمحاولة جرّ ابني، ثم أقنعوه بأن مهمته ليست قتالية بل علاجية”.
وتحاول عائلات الطلبة ان تقنع أبناءها بعدم الاستجابة الى طلبات صداقة التي ترد على مواقع التواصل الاجتماعية من قبل تنظيم (داعش)، وقبضت قوات الامن الإسرائيلية على بعض الاطباء الذين يريدون الانضمام الى التنظيم المتطرف قبيل مغادرتهم إسرائيل، وحاولت إقناعهم بتغيير مخططاتهم، كما انها هددتهم بالسجن عند عودتهم الى إسرائيل، إذا ما ذهبوا للإنضمام لـ(داعش).
وفي تشرين الأول الماضي، قالت عائلة عثمان عبد الكيان، من بلدة بدو النقب من حورة، ان ابنها قتل في اشتباكات بسورية.
وعثمان طبيب عربي – إسرائيلي، درس الطب في الجامعات الاردنية، وبعد أن نجح في امتحان التأهيل حصل على رخصة مزاولة الطب في إسرائيل، غادر في شهر حزيران الماضي للانضمام الى صفوف (داعش) في سورية. وكان من المفترض ان يبدأ فترة تدريبه في مستشفى (سوروكا) في بئر السبع في الشهر نفسه.
يشار الى أن السفير الأردني في تل أبيب وليد عبيدات، قد قال إن “هناك عددا من الإسرائيليين يدرسون في عمّان، وذلك ضمن التعاون الثقافي ما بين الأردن وإسرائيل”.
ويعتقد جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية، أن أكثر من 30 “عربيا – إسرائيليا” انضموا الى (داعش)، وكانت الشرطة الاسرائيلية قد أكدت في شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي، أن ثلاثة “عرب – اسرائيليين” انضموا الى التنظيم المتطرف.
يذكر أن هناك مشروعا تمت الموافقة عليه من قبل اللجنة الوزارية للتشريع والذي يأخذ طريقه الآن للتشريع، ويمر عبر سلسلة إجراءات برلمانية، ويسعى لمحاسبة المواطنين في اسرائيل الذين ينضمون لصفوف تنظيمات إرهابية مثل (داعش)، وسوف يفرض عقوبة قصوى تصل للسجن مدة خمس سنوات.