أعلنت الحكومة المحلية في البصرة، أمس الثلاثاء، أن مجسر الخطوة الذي يجري تنفيذه عند مدخل قضاء الزبير بكلفة 29 مليار دينار تأخر العمل فيه بسبب وجوده في منطقة أثرية، مبينة أن المجسر سوف ينجز قريباً بعد انتهاء الفترة المحددة لاجراء أعمال تنقيب عن الآثار.
وقال المحافظ ماجد النصراوي في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “مشاريع بناء المجسرات التي تتولى تنفيذها إحدى الشركات الأهلية كانت تواجه مشاكل قانونية وفنية، وبعضها لم تنجز بعد، ومنها المجسر الذي يجري تشييده عند مدخل قضاء الزبير”، مبيناً أن “هذا المشروع تأخر انجازه بسبب وجوده في منطقة أثرية، وهناك مخاطبات رسمية كثيرة بين الحكومة المحلية وهيئة الآثار استغرقت العديد من الأشهر من أجل حسم القضية، ومن المؤمل حل المشكلة بعد أيام قليلة”.
ولفت المحافظ الى أن “مشكلة وجود الجسر في منطقة أثرية كان من الأجدر دراستها وحسمها قبل إحالة المشروع الى التنفيذ”، معتبراً أنه “بعد شهرين من المقرر إفتتاح أحد مسارات المجسر باتجاه الزبير تمهيداً لافتتاح المسارات الأخرى عند انجاز المشروع”.
من جانبه، قال قائممقام الزبير طالب الحصونة لـ السومرية نيوز، إن “مشروع بناء المجسر المجاور لجامع خطوة الإمام علي بن أبي طالب (ع) التأريخي تبلغ كلفته 29 مليار دينار، وهو من أهم المشاريع الحيوية، ولكن بسبب مشاكل مع هيئة الآثار تأخر انجازه”، موضحاً أن “المشكلة كان يفترض حلها خلال مرحلة التصميم، وليس في أثناء مرحلة التنفيذ”.
وأكد الحصونة، وهو أيضاً مدير ناحية سفوان، أن “المشكلة تكمن في المساحات التي تشغلها مسارات المجسر الواقعة على اليسار واليمين، ولكن المشكلة قاربت على الحل نتيجة إنتهاء الفترة المحددة لاجراء أعمال التنقيب عن الآثار في الموقع”، مضيفاً أن “المجسر عندما ينجز ويفتتح سوف يعالج مشكلة الاختناقات المرورية عند مدخل القضاء”.
يذكر أن قضاء الزبير (نحو 18 كم غرب مدينة البصرة)، هو ثاني أكبر قضاء في العراق من ناحية المساحة، إذ تشكل مساحته أكثر من نصف مساحة محافظة البصرة، وتقع غالبية المنشآت النفطية والصناعية الكبيرة في جنوب العراق ضمن الحدود الإدارية للقضاء الذي يتكون من عدد من النواحي أهمها أم قصر التي تضم أكبر ميناء تجاري في البلد، كما يوجد منفذ سفوان البري الوحيد بين العراق والكويت، في ناحية سفوان التابعة لقضاء الزبير.
ولمدينة الزبير (مركز القضاء) أهمية كبيرة في التاريخ الإسلامي، وفيها يقع المسجد الجامع (جامع الخطوة) وهو أول جامع بناه المسلمون خارج الجزيرة العربية، وضمن حدود الزبير توجد آثار مدينة البصرة القديمة التي بناها المسلمون العرب بقيادة عتبة بن غزوان عند الفتح الإسلامي للعراق عام 636 للميلاد، وكانت الزبير حتى السبعينات عبارة عن مدينة صغيرة تحيط بها مناطق صحراوية، لكنها تحولت فيما بعد الى مدينة كبيرة يعيش فيها مئات آلاف المواطنين.