كشف التدقيق في حياة قرابة 80 مقاتلاً في صفوف “داعش” من أوروبا ارتباط قرابة ثلثهم بعالم الجريمة والعنف، وأن الشرطة في بلادهم كانت على معرفة بهم وبنشاطاتهم كمجرمين قبل التحاقهم بالتنظيمات الإرهابية.
ووجد البحث، الذي أعده المركز الدولي لدراسة التطرف في جامعة كينغس، أن استقطاب من لهم سوابق جنائية يبرر استمرارهم في ارتكاب جرائم العنف كمقاتلين في صفوف التنظيمات الإرهابية.
وفي هذا السياق، قال رئيس المركز الدولي لدراسة التطرف في جامعة كينغس، بيتر نيومن، إن “ما لاحظناه أن المجرمين والإرهابيين يجندون من الطبقة نفسها التي تكون في كثير من الأحيان محرومة اجتماعياً واقتصادياً في مناطق أوروبية مهمشة، والمجرمون يستقطبون الشباب بوعود المال وحياة صاخبة، بينما يوعد الإرهابيون بالخلاص والعمل لغرض جيد. وفي الحالتين نتعامل بشكل أساسي مع المشاكل الاجتماعية”.
ولا يركز “داعش”، على عكس تنظيم القاعدة، على أن يكون مقاتلوه ملمين بالإسلام بل يعتمد على تصوير عضويته بأنها الطريق للمغامرة والحس بالقوة والأخوة لشباب يريدون تحقيق هدف في حياتهم.
وتكون مواقع التواصل الاجتماعي الوسيلة المفضلة للتنظيمات الإرهابية لتجنيد المقاتلين كهذا الملصق الدعائي الذي يستهدف مجرمين يبحثون عن التوبة والخلاص بإنقاذهم من حياة العصابات والإجرام عن طريق الالتحاق بالقتال.
من جانبه، قال باحث في المركز الدولي لدراسة التطرف بجامعة كينغس، رانجي بازره، إنه “لدى المجرمين خطايا وذنوباً متراكمة وإذا ما يمرون بأزمات شخصية فإنهم يجدون أجوبة التوبة في التطرف ما يجعل القفزة من ارتكاب الجرائم إلى القتال والعنف قفزة صغيرة وسهلة لهم”.
كما وجدت الدراسة أن أكثر من نصف المقاتلين الأوروبيين سبق سجنهم قبل تطرفهم وتبنوا أفكاراً متطرفة في السجن. ويدعو معدو الدراسة إلى إصلاح السجون في أوروبا وتدريب طواقمها للتعرف على ملامح التطرف الأولى ونقلها للمؤسسات الأمنية وتبادل المعلومات بشأنهم مع الدول، خصوصاً مع ظهور فصيل جديد من المتطرفين لا يتوقف إجرامهم بالقتال في صفوف الجماعات المتطرفة.