صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

جرحى سقوط الرمادي يروون لـ(العالم الجديد) ساعاتها الأخيرة ويؤكدون فوضى أوامر الانسحاب

ويوما بعد آخر تنكشف تفاصيل حلقات ملف سقوط الانبار بيد تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، فعلى الرغم من تضارب التصريحات بين الجهات المعنية من الحكومة المركزية والحكومة المحلية ونواب البرلمان عن المتسبب في الانهيارات الميدانية المتتالية بمحافظة الانبار، تحدثت مصادر خاصة عن سقوط مئات القتلى والجرحى بين صفوف الجيش والشرطة وانقطاع الاتصال بقطعات أخرى، بسبب حالة من العشوائية رافقت عملية الانسحاب الى خارج الرمادي

ويوما بعد آخر تنكشف تفاصيل حلقات ملف سقوط الانبار بيد تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، فعلى الرغم من تضارب التصريحات بين الجهات المعنية من الحكومة المركزية والحكومة المحلية ونواب البرلمان عن المتسبب في الانهيارات الميدانية المتتالية بمحافظة الانبار، تحدثت مصادر خاصة عن سقوط مئات القتلى والجرحى بين صفوف الجيش والشرطة وانقطاع الاتصال بقطعات أخرى، بسبب حالة من العشوائية رافقت عملية الانسحاب الى خارج الرمادي.

 

وتأكيدا لما نشرته أمس الاول الاثنين (18 ايار مايو الحالي)، وثقت “العالم الجديد”، شهادات عدد من المقاتلين الذين أكدوا صدور أوامر بالانسحاب من مواجهة التنظيم في اليوم الذي سقطت فيه المدينة بيد “داعش”.

 

وقال مصدر أمني مطلع في اتصال هاتفي مع “العالم الجديد” أمس الثلاثاء، إن “المستشفى الحسيني في كربلاء، استقبل خلال الايام الماضية، جرحى وشهداء من القوات الأمنية المرابطة في الانبار ومن أبناء عشائرها بعد سقوط الرمادي بيد التنظيم المتطرف”.

 

وأضاف المصدر “منذ مساء الاثنين حتى صباح اليوم (الثلاثاء)، استقبل المستشفى حوالي 120 جريحا و20 شهيدا من الجيش، ومغاوير الداخلية، والفرقة الذهبية، ومن مختلف عشائر الانبار وهم من البوعلوان، والبوعساف، والبو ذياب، وغيرهم”.

 

وحول سر ما جرى من انهيار أمني في مدينة الرمادي يروي أحد الجرحى وهو المنتسب بمغاوير الداخلية سالم أحمد، عبر اتصال هاتفي مع “العالم الجديد”، إن “قيادة عمليات الانبار كانت تدير حوالي 3000 مقاتل من مختلف التشكيلات”.

 

وأضاف أحمد من داخل المستشفى، أنه “وبعد ضغط الهجمات جاءت أوامر بالانسحاب، فحصل تمرد داخل بعض القطعات التي رفضت الانسحاب مبدئيا، وقررت مواجهة التنظيم المتطرف، ولكن في النهاية خضع الجميع لمعطيات الواقع، وانسحبت جميع القطعات باتجاه اللواء 29 في النخيب او الحبانية”.

 

أما سعد قاسم وهو جندي ينتمي الى الفرقة الذهبية وتتم معالجته في المستشفى، فقال خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “عناصر مجهولة كانت تعمل لصالح التنظيم، وهم متخفون بزي أبناء العشائر قاموا بصد حركتنا، وأوقفوا القطعات المنسحبة، وعرقلوها، الامر الذي سهل لـ(داعش) اقتحام القطعات المنسحبة بآليات مفخخة، ما أدى الى سقوط عدد من الشهداء”.

 

جندي آخر، أكد في حديث لـ”العالم الجديد” أن “الامور كانت تدار بشكل فوضوي في الانبار، وأن الانسحاب كان عشوائيا، وبسببه قدمت القوات الأمنية مئات الضحايا وبقيت جثامين الشهداء في العراء”.

 

وأردف الجندي الذي رفض الكشف عن هويته، أن “هناك ضحايا من شهداء وجرحى تمت إحالتهم الى بغداد انطلاقا من كربلاء”.

 

وفي ذات السياق، كشف ستار علي وهو أحد المقاتلين في صفوف الفرقة الذهبية، عن حقيقة ما جرى على الارض قائلا “كنا في الفرقة الذهبية وقوات الرد السريع والشرطة المحلية في الانبار، ننتشر في منطقة الملعب، وحي الاندلس، وحي الشرطة، وكنا نمسك الارض منذ وصولنا الى هناك قبل اسابيع”.

 

وأوضح علي خلال اتصال هاتفي مع “العالم الجديد” أمس، “بعد سلسلة هجمات من قبل داعش تركت الشرطة المحلية، وكذلك مقاتلو العشائر مواقعهم التي كانوا ينتشرون فيها خلف قطعاتنا، ما جعلنا مكشوفي الظهر، حيث تعرضنا لحصار من جميع الجهات”، مؤكدا “بقينا نقاتل لأربعة أيام ونطلب العون لكن دون جدوى”.

 

وتابع “تلافيا لسيناريو نفاد الذخيرة، قمنا بفتح ثغرة للانسحاب منها، بشكل أو بآخر بحيث استطعنا ان نلتحم مع القطعات الموزعة هناك من الذهبية والرد السريع، حتى أصبحنا حوالي 600 مقاتل تتحرك بين الملعب وحي الشرطة في الرمادي”.

 

ونوه “كان الدواعش يرسلون لنا الجرارات والمدرعات المفخخة، وكذلك آليات نقل كبيرة مدرعة ومفخخة”، مبينا “بقينا متماسكين حتى مساء السبت، حينما تم الهجوم علينا بأكثر من الية مفخخة افقدت القوة توازنها، وتشتت حيث هناك من استشهد، وهناك من تم اسره، وهناك من استطاع الوصول الى قاعدة الحبانية”.

 

وختم علي حديثه بالقول “كان الانسحاب عشوائيا”، منوها الى أن “الأمور كانت سيئة جدا، والقوات تعرضت لاطلاق نار كثيف من جميع الجهات، والأدهى من ذلك، أن عددا من المدنيين هناك كانوا يستهدفوننا بالنيران”.

 

إقرأ أيضا