بين مدينة بندر عباس في الساحل الايراني وبين عمان والامارات تقع وسط بحر الخليج جزيرة صغيرة على مساحة تقدر بحوالي 90 الف كم مربع، معروفة عند الايرانيين بجزيرة “كيش” فيما يسميها العرب وخصوصا سكانها الاصليون بجزيرة “قيس” نسبة الى الامير “قيس بن عميره” احد حكام الجزيرة وبناتها. الجزيرة الجميلة التي تنتشر فيها بكثرة اشجار النخيل اختيرت منذ بداية الثمانينات لتكون اول منطقة تجارية حرة في ايران. كما ان الوصول اليها من اي نقطة في العالم لا يحتاج الى تأشيرة دخول.
معالم الجزيرة كثيرة ومتنوعة وتوفر للسائح خيارات مختلفة، هناك حديقة الدلافين التي تستغرق برامجها حوالي نصف يوم، في ذلك المتنزّه الكبير حديقة للحيوانات والطيور، عروض سيرك، وفيه ايضا عرض خاص جدا للفقمات والدلافين التي تقوم بحركات بهلوانية جذابة ومدهشة جدا، تلعب بالكرة، كما تقوم برسم لوحة تباع في مزاد اثناء العرض. من الخيارات الترفيهية المعروفة في كيش الجولات البحرية التي تقوم بها السفن والقوارب وتقام على متنها حفلات موسيقية صاخبة وسط البحر، ايضا هناك المراكب ذات القاع الزجاجي التي تتيح للسائحين مشاهدة الأسماك والمرجان. من معالم الجزيرة الاخرى هيكل السفينة اليونانية التي علقت في ساحل الجزيرة عام 1966 ولم تبحر منذ ذلك التاريخ والى جنب تلك السفينة تقام العديد من الفعاليات الترفيهية، مثل ركوب الخيل والجمال، الصيد، الغوص، الدراجات المائية. وهناك ايضا شواطئ سباحة مخصصة للنساء. في احدى زوايا جزيرة كيش ايضا يقع قصر قديم للشاه محمد رضا بهلوي، حيث كان جزء مهم من مساحة الجزيرة مخصصا ليكون منتجعا سياحيا ومركزا ترفيهيا للشاه محمد رضا بهلوي وعائلته وضيوفه.
كيش لا تخلو ابدا من الاثار التاريخية القديمة، حيث اكتشفت فيها قرية اثرية تحت الارض كانت مغمورة بالمياه، كما يلاحظ فيها اطلال مباني “مدينة حريره” التاريخية التي تعود للقرن الاول الهجري. الجزيرة اهلّت بشكل جيد لاستقبال السياح ومن اجل تنشيط الحركة السياحية استحدثت فيها كثير من المرافق السياحية التي تقدمت الاشارة اليها كما بني عشرات الاسواق والمراكز التجارية الضخمة، كذلك الحال فيما يتعلق بالفنادق التي تنتشر بكثرة في الجزيرة بمستويات مختلفة، كما أسست فيها شركة للطيران باسم “كيش آير”. ولأن اجوائها تشابه كثيرا اجواء الخليج لذلك يفضل زيارتها بين تشرين الثاني وآذار حيث تكون الاجواء فيها معتدلة الى حد كبير.
سكان الجزيرة الاصليون من العرب، وحتى تسعينات القرن الماضي لم يكن يتجاوز عددهم الثلاثة آلاف نسمة تحولوا الى اقلية بعد ان اصبحت تلك الجزيرة مشروعا سياحيا وبعد موجة العمران التي حصلت هناك، فقفز عدد السكان خلال سنوات معدودة الى قرابة الثلاثين الفا قدموا من مختلف المدن الايرانية واستوطنوا هناك. فانزوى العرب في اكثر مناطق الجزيرة بؤسا ولهم هناك سوق متواضع يسمّى بـ”سوق صفين”.