اعتبرها بعض المتابعين جبهة متقدمة للفلوجة واعدها بعضهم نقطة ارتكاز مهمة لانطلاق العديد من تعرّضات الدواعش على مختلف القطعات العسكرية المرابطة في ساتر الصد الواقع جنوب شرق الفلوجة بمحاذاة نهر الفرات، انها منطقة “بستان التكريتي” إحدى البؤر الارهابية التي بقيت لعدة سنوات خارج سيطرة الحكومة العراقية كما هو الحال مع مناطق جنوب بغداد قبل تحريرها العام الماضي من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”.
وتعد منطقة بستان التكريتي نقطة استراتيجية، حيث تقع على الطريق الرابط بين قضاء الفلوجة وعامرية الفلوجة، وتمتد على مساحة تقدر بحوالي 20 كم مربعا، يستثمرها الدواعش بشكل حيوي من اجل شن الهجمات والتعرضات على القطعات العسكرية المرابطة على ساتر الصد الذي يفصل المناطق المحررة عن غيرها. ويرابط فيه قطعات الجيش العراقي فرقة 17 وتشكيلات اخرى.
عناصر التنظيم يستثمرون كثافة الاشجار في البستان من اجل التخفي والمراوغة، خصوصا وان المنطقة تحت سيطرتهم منذ فترة طويلة.
مصطفى ناصر وهو جندي عراقي منخرط في تشكيلات المغاوير فرقة 17 ويرابط في منطقة لا تبعد عن البستان سوى 500 متر، ذكر في حديث لـ”العالم الجديد”، ان “ذلك البستان نقطة ارتكاز وقاعدة عسكرية مهمة للدواعش من اجل شن الهجمات الارهابية”، مضيفا “بين الحين والاخر يقومون بشن الهجمات علينا من بستان التكريتي، وعادة ما نفشل تلك الهجمات، لكن نقدم بعض الضحايا”.
وبحسب الجندي ناصر “قبل اسبوع افشلنا هجوما للدواعش، قتلنا عددا منهم وجرحنا بعضهم، لكنني جرحت واستشهد احد زملائنا في المعسكر”.
الجندي الذي عاد الى اهله من اجل تلقي العلاج ذكر ايضا “لم يبق في تلك المنطقة للدواعش سوى الطريق الرابط بين عامرية الفلوجة وبين قضاء الفلوجة، والبستان يشكل دورا كبيرا في حماية ذلك الطريق، يجب تطهير ذلك البستان من اجل حسم الموقف شرق الانبار”.
وكانت وزارة الدفاع قد ذكرت في بيان لها اصدرته قبل ايام واطلعت عليه “العالم الجديد”، ان “قواتها المرابطة هناك بمعية قوات اخرى شنت حملة واسعة النطاق من اجل تطهير المناطق المحاذية لنهر الفرات جنوب شرق الفلوجة والتي تبدأ من بستان التكريتي وحتى جسر التفاحة”.