ارتدادات قتل رجلين من عشيرة البو جابر في الأنبار على أيدي عناصر في الحشد الشعبي، ما تزال قويّة في المحافظة الغربيّة التي يسيطر تنظيم “داعش” على نحو 70 في المائة من مساحتها.
وقد أدّت الحادثة إلى فتح الأبواب أمام تصوّرات وشائعات حول الدور المقبل لقوّات الحشد الشعبي بالمحافظة التي يغلب عليها الطابع العشائري، ويُزيد من هذه الشائعات اختلاف الشكل الطائفي بين الحشد وأبناء عشائر الأنبار.
وعدّ مجلس محافظة الأنبار مقتل الرجلين “سابقة خطيرة”.
وقال صباح كرحوت، رئيس مجلس المحافظة، إنه “تم إلقاء القبض على أحد منفذي جريمة إعدام اثنين من أبناء عشيرة البو جابر في الرمادي، وأنه تم حجزه في مقر قيادة العمليات للتحقيق معه”.
وطالب كرحوت “أهالي المغدورين بتقديم شكوى قضائية إلى محاكم الأنبار لينال منفذو هذه الجريمة جزاءهم العادل”.
ودعا صُهيب الراوي، المقرّب من الحكومة الاتحادية، إلى اللجوء للقضاء و”تقديم شكوى للمحاكم المختصة ضد منفذي الجريمة”. لكن حديث السياسيين في المحافظة التي تعاني نزاعاً عسكرياً منذ أكثر من عام، لا يتساوق مع نبرة شيوخ العشائر الذين يطالبون بشكل صريح بتسليح أبنائهم وإبعاد قوات الحشد الشعبي من الأنبار.
وطالب الشيخ فتيخان مطلب الدليمي، أحد شيوخ عشائر الأنبار، “الحكومتين المحلية والمركزية بإخراج الحشد الشعبي فوراً من المحافظة بكاملها”.
وقال الدليمي، الذي بدت على ملامحه الغضب في حديث لـ”العالم الجديد”، “نحن لا نثق بالحشد الشعبي خاصةً، وهو يمارس استفزازاته وطائفيته بشكل واضح”.
وشدّد “لن يكفينا إلقاء القبض على منفذي هذه الجريمة، بل نطالب بإخراج الحشد الشعبي فوراً من الأنبار، وتسليح عشائر المحافظة وهي قادرة على الدفاع عن نفسها”.
وقال الشيخ فرحان صالح العسافي، أحد شيوخ عشائر الرمادي، “لقد حصل ما حذرنا منه سابقاً حين سمعنا بأنَّ مسؤولين محليين وشيوخ عشائر طالبوا الحشد الشعبي بدخول المحافظة بحجة القتال إلى جانب القوات الأمنية ضد (داعش)”، مستدركاً “كنا نعرف تماماً أنَّ هذه الخطوة ستثير المشاكل وتستفز أبناء المحافظة نتيجة للتصرفات الطائفية لعناصر الحشد الشعبي”.
بدوره، قال مزاحم ياسين، أحد قادة مقاتلي العشائر، إن “قوات الحشد الشعبي تريد مساعدتنا في الدفاع عن المحافظة، والقتال إلى جانبنا لتحريرها من تنظيم (داعش)، ولكننا شاهدنا التصرفات الاستفزازية لعناصر في الحشد حتى أنها بلغت ذروتها بإعدام اثنين من المواطنين من عشيرة البو جابر ذبحاً بالسكاكين”، مبيناً أن “المغدورين لا صلة لهم بأي جماعة مسلحة”.
وأوضح ياسين، في حديث لـ”العالم الجديد”، أنه “نحن قادرون على مواجهة (داعش)، ولكن الحكومة المركزية تماطل في تسليحنا، والآن عرفنا سبب هذه المماطلة، ويبدو أن وراءها سبباً آخر، ونية مبيتة ضد أهالي الأنبار بحجة محاربة (داعش)”.
وشدّد بالقول “نطالب الحكومتين المحلية والمركزية بإخراج الحشد الشعبي من المحافظة بشكل كامل وتسليح مقاتلي العشائر في الأنبار لقتال (داعش)”.