أعرب عدد من طلبة جامعة البصرة عن استيائهم من تخصيص حافلات نقل الركاب ذات الطابقين لنقلهم الى موقعي جامعة البصرة، لاسيما الموقع الشمالي المعروف بـ”موقع كرمة علي” والمختص بالكليات العلمية، لجهة الارباك الكبير الذي سببته تلك الحافلات وقلتها، وإرغامهم على السير لمسافات طويلة، وصولاً الى مواقع الكليات.
وبات 13 الف طالب في موقع كرمة علي، يعانون من إجراءات الترويج لحافلات ذات الطابقين، بارغامهم قسراً على استخدامها للتدليل على فعالية خدمتها للطلبة، ومنهم من استخدام خطوطهم الخاصة للدخول الى الحرم الجامعي.
ولموقع كرمة علي، بوابتان، إحداهما رسمية وتقع على الشارع الرئيس المؤدي الى بلدات شمال مركز البصرة، ونادراً ما يُسمح بدخول خطوط نقل الطلبة الخاصة بالنفوذ منها، لإجراءات أمنية وإدارية، فيما البوابة الثانية والتي يبدأ مدخلها من تحت جسر الطريق السريع المعلق المؤدي الى مطار البصرة، المتاخم لمنطقة مخازن خمسميل، وتبعد البوابة وهي عبارة عن نقطة تفتيش مهملة اكثر من 3 كلم عن اقرب موقع للكليات وهي كلية التربية، فيما يوجد مدخل غير رسمي يقطع منطقة خمسميل وحي السكك باتجاه الاكاديمية البحرية، وصولاً الى مشارف حدود موقع “كرمة علي” بمحاذاة شط العرب.
وأعلنت وزارة النقل، الثلاثاء الماضي، عن تخصيص 12 حافلة ذات طابقين الى محافظة البصرة بناء على التوجيهات التي اصدرها الوزير باقر جبر الزبيدي، اثنتان منها لنقل المسافرين داخل مطار البصرة مجاناً، وستة منها لطلبة جامعة البصرة، بواقع 4 حافلات لموقع كرمة علي، وحافلتان لموقع باب الزبير.
ويقول الطالب مهدي الاسدي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “تخصيص حافلات الطابقين اضرّت كثيراً بالطلبة، لان حس الجامعة وموظفي استعلامات الجامعة عند بوابة الطريق السريع، باتوا يمنعون الطلبة من الوصول الى الحرم الجامعي البعيد بخطوطهم المعتادة المؤجرة من قبلهم”.
ويبيّن أن “موظفي الاستعلامات يرغمون الطلبة على النزول من خطوطهم وانتظار دورهم بركوب الحافلات ذات الطابقين لتقلهم الى الحرم الجامعي، ما يتسبب يومياً بتكدس الاف الطلبة من كلا الجنسين عند البوابة صباحاً”.
وخصصت وزارة النقل لموقع كرمة علي، اربعة حافلات ذات الطابقين فقط، لاستعياب نحو 15 الف طالب يومياً.
فيما يلفت طالب آخر، فضّل عدم الكشف عن اسمه لـ”العالم الجديد” ان التأخير والازدحام، ومخافة التأخر على الحصص الاولى، يضطرنا الى السير مشياً على الاقدام لمسافة 3 كلم، وللكليات الأكثر بعدا نحو 5 كلم”.
ويعيب الطلبة المستاؤون من القرار الذي يجهلون مصدره، وضع لافتة ترويجية على حافلات الطابقين “هدية السيد وزير النقل لطلبة جامعة البصرة”، لكونها باتت نقمة عليهم.
ويكشف الطالب عباس علي حسين، لـ”العالم الجديد”، أن “نقل الطلبة من البوابة الى الحرم الجامعي في حافلات الطابقين، ليس مجانياً، ولا هدية من السيد الوزير، بل ندفع 250 دينار بدل نقل!”.
فيما تقول مصادر لـ”العالم الجديد”، إن “محافظ البصرة (ينتمي لحزب وزير النقل) وتعهد بدفع مبالغ الـ250 دينار لجميع الطلبة من خزينة المحافظة”.
وينوّه الطالب أكثم البصري في حديثه لـ”العالم الجديد”، الى ان “الازدحام الذي تسبب به قرار منع الخطوط الاهلية المستأجرة من قبل الطلبة، يصل يومياً الى الطريق السريع”، مبدياً تخوّفه من “استغلال الجماعات الارهابية الموقف وشن هجمة انتحارية ما قد يؤدي الى مجزرة حقيقية، يتحمل مسؤوليتها رئاسة الجامعة والمحافظة ووزارة النقل”.