صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

حلب.. عاصمة الاقتصاد السوري تعود الى حضن الوطن

  فعلها الجيش العربي السوري أخيراً، يبدو أن معركة حلب الكبرى قد أوشكت بالفعل على…

 

فعلها الجيش العربي السوري أخيراً، يبدو أن معركة حلب الكبرى قد أوشكت بالفعل على الحسم وذلك بإنتصار الجيش السوري على المجموعات المسلّحة والقوى المتطرفة، وأعتقد بأنه يفصلنا ساعات قليلة جداً عن إعلان حلب مدينة آمنة وخالية من الإرهاب بشكل كامل، بعد أن خطفتها أدوات التكفير خدمة لمشاريع التفتيت والتقسيم، فاستعادة حلب سيفتح الطريق نحو إدلب والرقة ودير الزور ويهيئ الظروف المناسبة للسيطرة على الحدود مع العراق، لذلك فإن النصر على الإرهاب ودحره واجتثاثه وإحباط مخططات داعميه باتت قريبة من المنال بعد أن إستطاع  الجيش السوري وحلفاؤه كسر المعايير المتعلقة بالتوازن, وإسقاط كل حسابات أمريكا والغرب بشأن سورية.

 

تحرير حلب اليوم هو الأمر الأكثر إيضاحاً في تثبيت حقيقة الإنتصارات وإنتهاء التنظيمات المسلحة والقوى المتطرفة الأخرى وعلى رأسها داعش، ويعد هذا الإنتصار ذات أهمية كبيرة للدولة السورية, وعودة لشعلة الأمل وعنواناً لفجر جديد، حيث تعتبر إستعادة حلب ضرورة مصيرية بالدرجة الأولى، وذلك لموقعها الإستراتيجي والذي يفتح الباب أمام التقدم نحو المناطق التي تسيطر عيها التنظيمات المسلحة، ومن ناحية أخرى، فإن حلب هي أحد معقلين كبيرين لهذه التنظيمات على الحدود الشمالية مع تركيا، والمعقل الآخر هو إدلب. ويعتمد المسلحين وأعوانهم  في الشمال بشكل كبير على تأمين المساعدات والإمدادات عبر تركيا إلى حلب وإدلب من خلال معبري باب السلامة وباب الهوى على الترتيب. ومع قطع طريق الإمدادات في حلب فإنه لا يبقى للمسلحين سوى  طريق إدلب للحصول على الإمدادات.

 

ما يحدث لحلب ملحمة كبرى تترجم لمرحلة نصر كبير لصالح الدولة السورية، وبذلك يشكل تحرير حلب خطوة مؤلمة للإرهابيين وعملائهم لأنها أسقطت ورقة مهمة من يد رعاتهم الإقليميين والدوليين، سيبنى عليها في معادلة الميدان لما لحلب من رمز معنوي عند المسلحين وداعميهم ، في هذا السياق إن معركة استعادة الجيش السوري لحلب الشرقية “وصلت إلى نهايتها”، بانسحاب المعارضة من 6 أحياء إضافية، إذ انسحب مقاتلو الجماعات المسلحة بشكل كامل من أحياء بستان القصر والكلاسة وكرم الدعدع والفردوس والجلوم وجسر الحج”، وبذلك يكون الجيش قد سيطر على 98 بالمئة،  وإنطلاقاً من ذلك يمكن القول إن حسم الحرب في حلب سيشكل “محطة كبيرة باتجاه” نهاية الحرب  في سورية.

 

اليوم تتسارع وتيرة الأحداث في سورية، فها هي حلب، تصنع تاريخها من جديد، على يد أبنائها لتكسر قوى الإرهاب وتتخلص من ظلم الحصار، وبذلك فشل المسلحين في تحقيق أهدافهم بسبب صمود أبناء الشعب السوري وجيشه الذي أذهل العالم بأكمله، فالمفاجأت التي لم يتوقعها الحاقدين على سورية هو الحضور القوي للجيش وحلفاؤه حيث دارت المعارك الطاحنة و تكبدت الجماعات المسلحة خسائر كبيرة وفشلت في تحقيق أهدافها، والأن يواصل الجيش السوري تعقب هذه الجماعات أينما وجدت بكل عزم وإصرار حتى القضاء النهائي عليها وتطهير كامل التراب السوري منها.

 

مجملاً.. إن حلب كما كانت سباقة، ونبراساً لصمود الجيش السوري،  ستكون هذه المدينة شرارة الإنتصارات ومهد التحولات الكبرى ونبع الوطنية الجامع لكل السوريين من دون إستثناء، وستشكل مستقبل العالم، وسترسم خطوط الحل السياسي في سورية، وستكون بالقدر نفسه على طريق الخلاص من الإرهاب، فهناك رسائل أرسلها إنتصار الجيش السوري في حلب الى العالم أجمع مفادها إن السوريين على موعد مع إنطلاق عمليات تحرير كبرى مقبلة،  بعد أن أثبتوا إمتلاكهم إرادة تكسر الرهانات الإقليمية والدولية على تفتيت سورية رغم مرور عدة سنوات من العدوان والتآمر على سورية.

 

إقرأ أيضا