أحلمُ أن يكون الشارع الذي أسكن فيه مبلطاً بالاسفلت الاسود, ومرصفاَ بعناية وعلى جانبي الارصفة نظمت بعناية بالغة قنوات انيقة لتصريف مياه الامطار او المياه التي تفيض عن حاجة ساقية حديقة الجيران, وباستمرار أجد عامل النظافة لايكل من ألقام سياراتهم المخصصة لكبس النفايات عشرات الاكياس التي افرغها من الحاويات العامة بأهتمام وهمة تدل على وعيه بأهمية ما يقوم به من عمل , مبتسما, مفتخراً.
أن تصل كابسات النفايات الى معمل متخصص بتدوير كل ما تم جمعه خلال اليوم ويتم الاستفادة منه وتحويله الى مواد اولية مع زيادة في الطلب على المزيد من النفايات التي باتت شحيحة لاتلبي حاجة مصنع التدوير.
ان يواصل البستاني شق القنوات المائية الصغيرة لايصال الماء الى الشجيرات الصغيرة التي تزرع باستمرار لوقف التصحر , ويتابع معه عامل يمسك بخرطوم المياه الممتد الى سيارة حوضية تنقل لهم الماء من جوار النهر فيها انواع مختلفة من الاسمدة العضوية والكيميائية التي تعالج اي اعراض تصيب الاشجار او النباتات في الحدائق العامة.
ان يكون هناك مهندس زراعي متخصص يناقش مع مجموعة من المهندسين الزراعيين الشباب خططاً لزراعة مجموعة من الاشجار تعبر عن تاريخ الارض وهويتها وان تكون للنخلة مكانة خاصة وان يعتمد التنويع والتشكيل سمة التشجير.
أن يرمم جاري بيته دون ان يؤذيني او يقطع الطريق علي او يسمعنا العمال العاملون في بيته أنواع الشتائم والسباب وهم يتبادلون الصراخ على بعضهم وأن ينصفني من كل ذلك, رجل من البلدية شريف لا يبيع نصرتي بأي ثمن.
أن تدعونا البلدية في فصول الربيع الى مراجعتها لاقتناء اصناف من الاشجار التي تنصحنا بشتالها في حديقة البيت او في سنادين صغيرة في شرفات الغرف او المطابخ باسعار معقولة.
ان يعي الفلاح ان التطور والحداثة هي عملية تطوير لمهنته وأدواتها وطبيعة نتاجها.