انتشرت مؤخرا مواقف ومواد تصويرية في وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا من قبل الشباب العراقيين بانهم ندموا على مغامرتهم المحفوفة بالمخاطر الى اوروبا.. والحقيقة ان هؤلاء الشباب ضحية فكرة تولدت عندهم بانه سيتم التعامل معهم في اوروبا على انهم رجال اعمال..! فيما نسوا انهم قصدوا اوروبا بعنوان لاجئين واللاجئ اقصى ما يوفر له مكان آمن ومأكل ومشرب لفترة مؤقتة ثم يتكفل بإعالة نفسه، من يريد اكثر من ذلك عليه البحث عن عنوان آخر يصل من خلاله الى اوروبا.
من المنطقي جدا ان يعترف الانسان بخطئه ويحاول تقديم تجربته للآخرين من اجل تلافي الخطأ، لكن المؤسف ان التصحيحات جاءت بطريقة انفعالية لا تسمن ولا تغني من جوع! “الاكل مو طيب”، “ابو نؤاس احسن من اوروبا”، “الاسعار غالية”، “الحمامات وسخة”، “الجو بارد”، “المساعدات ليست كافية” اضافة الى تفاصيل اخرى ربما ليس من اللائق الخوض فيها.. ما تقدم من باب المثال لا الحصر وهي تبريريات تعكس بشكل او بآخر الدوافع التي اجبرت صاحبها على خوض مغامرة محفوفة بالمخاطر.
شريحة مهمة ضمن الموجة الاخيرة من المهاجرين الى اوروبا يتمتعون في بلدانهم بوظائف او فرص عمل ووضع مادي فوق الممتاز، فضلا عن ان بعضهم اعتاد بعضهم حياة الكسل في دوائر بلداننا التي تعاني من البطالة المقنعة، فماذا يمكن لأوروبا ان تقدم لمثل هؤلاء على الصعيد المادي..؟! خصوصا وان اوروبا التي تتكفل للفرد بالعيش الكريم وتقدم له مأكلا ملبسا ومسكنا يليق به فإنها ايضا تطالبه بالبحث عن عمل وان حصل على فرصة عمل مناسبة فعليه الالتزام بقائمة طويلة عريضة من الالتزامات من بينها الضريبة المرتفعة وهذا بالطبع يغضب هؤلاء جدا.
فوق جميع ذلك اوروبا تعاني الان وضعا اقتصاديا معقدا، ناهيك عن الزخم اليومي الهائل لأعداد اللاجئين جميع ذلك يقلل من سقف الخدمات المقدمة للوافد الجديد.
ختاما: نعم اوروبا فتحت ابوابها للاجئين ولكنهم قانونيا لم يحصلوا على الاقامة، ان وضعهم معلق بانتظار البت في ملفاتهم وكل ما يحصلون عليه قبل الاقامة هو حقوق “الباحث عن لجوء”.