الشاعر والكاتب الفرنسي العظيم، او كما يحلو لبعضهم توصيفه شكسبير فرنسا انه “فيكتور هوغو” الذي البس الادب الفرنسي قبعته الحمراء، قبعة الاناقة والجمال. والذي يصادف السادس والعشرين من شباط كل عام ذكرى ولادته التي تعود الى مطلع القرن التاسع عشر حيث ولد عام 1802.
بين ادباء القرن التاسع عشر ونهوض فرنسا تبرز بصمته في “البؤساء”، “احدب نوتردام”، “عمّال البحر” واعمال مهمة اخرى لازالت تصنّف عالميا بين امهات الاعمال الادبية.
استهواه ادب يتحدث عن الفقراء ويعتبرهم المادة الاساسية له ويدافع عنهم بطريقة ايجابية رغم انه لم يكن بعيدا عن الطبقة البرجوازية حيث ابوه كان ضابطا في الجيش الفرنسي.
هوغو واكب نهضة الادب الفرنسي والتي رافقت نهضة اجتماعية وصناعية. كانت فرنسا في القرن التاسع عشر امام تحولات كبرى وكان هوغو في قلب تلك التحولات. عام 1851 سيطر نابليون على الحكم في فرنسا فانحاز هوغو الى صفوف الثورة المطالبة بعودة الجمهورية ونزل الى الشارع مع الجماهير. فنفي قرابة خمسة عشر عاما للفترة 1855-1870. نفي بداية الى بروكسل، ثم الى جزيرة جيرزي، ثم الى جزيرة غورنيسي التابعتين الى بريطانيا على شواطئ النورمند.
ذلك المنفى اذاقه مرارة المعاناة وألم الفراق والاقصاء، لكن من جهة اخرى اكسبه فرصة مهمة لإكمال مشواره الادبي الفذ، لقد استثمر هوغو المنفى ليكمل مشواره الادبي ويترك السياسة الى اشعار آخر. كان المنفى فرصة لإكمال اشهر اعماله على الاطلاق رائعة “البؤساء” تلك الرواية سرقت منه خمسة عشر عاما من الكتابة المتأنية. حيث بدأ كتابة البؤساء عام 1850 واكملها عام 1862.
بعد خمسة عشر عاما من المنفى عاد هوغو الى فرنسا. وكما انتخب عضوا في الجمعية التشريعية الفرنسية في نهاية الاربعينات من القرن التاسع عشر قبل ان ينفى فان هوغو بعد عودته انتخب عضوا في الجمعية الوطنية الفرنسية وكذلك عضوا في مجلس الشيوخ. جزء كبير من تلك التحولات الكبرى في المجتمع الفرنسي وردت بشكل او بآخر في مجمل اعماله. بين طيات اعماله رؤيته الناقدة لما يحصل في المجتمع الفرنسي من اقسام طبقي حاد، وظروف صعبة كان يعيشها الفقراء آنذاك.
تخليدا لهوغو وضع قبره الى جنب عباقرة فرنسا ومشاهيرها في مبنى “البانتيون” او مقبرة العظماء، وطبعت صورته على وجهات بعض العملات الورقية الفرنسية. وله شارع باسمه في العاصمة الفرنسية باريس. هكذا كان هوغو ملكا على الجميع حينما انحاز بشكل صارخ الى شريحة الفقراء. فخلّدوه في صفوف المبدعين وخلدوا مع خلود منجزاته الادبية.