الى روح جدتي “حدهن”
فرح بنافذة مفاجئة تضيء
فرح الصغار النازلين الى الأزقة
من قطارهمُ البريء
وأكاد مما ظل في عينيّ من تعب البيوت
الغافيات على الشواطئ أن أضيء
لكنما شيءٌ يؤجل في صباح الناس
من مطر القصيدة أن يجيء
رحل النهار
وترجّل الآتون إذ تعب القطار
وتساقط الورق المعلّق في الأعالي
من براعمه الصغار
سيضيق دربي ذلك الموعود بالحفر الكثار
فرح بمصباح صغير في الطريق الى القصيدة
وبسرب أضواء مثبتة على الابواب
من توقٍ الى المدن البعيدة
فرح كطفل غارقٍ فقراً بلعبته الجديدة
لكنما شيء يؤجل كلما أوغلت أمطار القصيدة
طوفت دهراً في البلاد مع الرياح
وتعبت أين أحط يا قلبي إذا تعب الجناح
وخجلت من حلمي البسيط بأن أرى ضوء الصباح
في قريةٍ حيث القناطر
مهر جدي
خوف إخوتيَ الصغار من النباح
وكفوف فلاحين عادوا متعبين من البذار
فتشت أبعد في تراب القرية المهجور
مثل الطير
أبعد في رحيل الغيم
في فرح السواقي حين تمتلئ الجرار
وذهبت أبعد في حقول الله
حيث القمح تضرب عرفه ريح الشمال
وتهز سيقاناً مذهبة طوال
ورأيت قرب الماء في الممشى بقايا من سلال
وظللت أحلم أن أؤطر عالم الذكرى
ولكن فرّت الأسراب من أسر الإطار
أمضي الى الزمن المكدّس في خزانة جدتي
وأظنه في الانتظار
أمضي الى الزمن الخبيء
أخطو كساقية تضل طريقها في الارض
في وضح النهار
أخطو اليه لكنِ الايام تمعن في الفرار
أخطو على كسر الجرار
فتفزُّ قطعان الايائل في الجوار
وتظل أطفال الخيول بعيدة عني وتحجم أن تجيء
أخطو بعيداً عمق هذا الليل في الزمن الخبيء
يا أنت يا مجرىً تعمّده صباحاً جدتي
تعطيه أسباب الحياة
وتسوقه نحو البيوت الباقيات
يا أنت يا مجرى الحياة
ما زلت تجري بعد أن رحل الرعاة
وتسللت شمس الغروب الى ملابس جدتي
وتطايرت عنها جموع القبرات
ما زلت تدفع لاهيا أعمارنا مثل الحصاة
تلهو بنا
وبنبضنا
وحنيننا
وصراعنا
ومسيرنا جهة البقاء
وثم تلقينا فرادى في الفلاة
ما زلت تدفع لاهياً أعمارنا مثل الحصاة
وكأننا عبء على مجراك يا مجرى الحياة