صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

داعش هربت من الفلوجة.. الفلوجة تحررت

  يمكن ان تكون داعش قد حفرت قبل فترة، ومن باب التحسب، نفقا تحت الارض…

 

يمكن ان تكون داعش قد حفرت قبل فترة، ومن باب التحسب، نفقا تحت الارض حشرت فيه ما تيسر من سيارات، النفق ربما يكون منفذه ينفتح خارج الفلوجة لا ندري بالضبط هل جرى التعامل مع الرتل.. هل خرجوا بصفقة؟ ام بتدخل وغطاء امريكي، هذه امور سنعلمها في قادم الايام او الاسابيع، المهم ان الهروب حصل تحت ضغط عملية عسكرية، كان القرار فيها قاطعا لجهة تحرير المدينة.. “داعش” لم تعد في الفلوجة مثلما قيل انها هربت من تكريت ولم تعد اليها، السذاجة ان نبالغ في تقديرنا لاداء الجيش العراقي وفق المعطيات التي نعلمها عنه وعن تاسيسه، وعن حالته وفضائييه، لايمكن ان نتوقع منه بعد عملية نظيفة، لكننا يجب ان نركز على الهدف الذي اعلنه وندعمه، مع معرفتنا بضعف الوسائل واحتمالات خروجها عن الخط.

 

الجيش العراقي الان افضل،.. الفضائيون فيه قلوا، لم يعد يهرب من المعركة، ابدى قدرا من الصلابة والتماسك، هذا تطور ربما ناجم عن اثار اضطراره لتدارك هزائمه واهتراء تركيبه، ربما ايضا بفعل منافسة الحشد الشعبي ومراقبة الاخير لاداء الجيش.. الاعتقاد ان صيغة تشكل وطني في اي ميدان سياسيا او عسكريا في العراق اليوم، هو ضرب من المحال الا اذا كنا نتصرف كآلهة وليس كبشر، الوطنية العراقية الجديدة تتحقق عبر المعارك على كافة الاصعدة وهي شغالة والحمد لله، التحسن او الانتكاس يعينه في مجرى الاحداث حضور البوصلة الخفية التي لم يكتشفها احد بعد.. مهمة المتناغمين مع هذه البوصلة من “الوطنيين” ان لايبادروا من فورهم لالقاء الدروس الايديلوجية الجاهزة، وان يقبلوا ويتحملوا حققيقة ان الوطنية في العراق هي الى الامام في الافق، ولم تصبح بمتناول اليد بعد.

 

في الوقت الحاضر علينا ان نقبل بالاقل، وان نراقب التحسن مهما كان طفيفا، وان نركز عليه، الارادوية يمكن ان تخرجنا من عالم التشكل البطيء الصعب لانبعاث الوطنية، وقد يحرمنا من الاسهام في اذكائها فنسهم في زيادة هشاشتها وعودها الغض، لغة المواعظ والاستقامة المبدأية الصارمة، ليس مكانها ولا وقتها اليوم.. مشكلة العراق اكبر بكثير من لوثة الخطابات البائدة.. لنوطن انفسنا على التعامل مع الممكن ضمن واقع متشابك تتنازعه مراكز القوى الدولية والاقليمية عدا عن مهرجانه الطائفي.. هذه هي السياسة.. وفي العراق اليوم هذه هي الوطنية.

 

إقرأ أيضا