لا يشك أحد أن للموسيقى تأثيرا نفسيا ايجابيا يساعد الأفراد في إنجاز العمل وتهدئة الأعصاب. ويوجد أغان معينة لديها تأثير قوي على أحاسيس الإنسان، من أجل مساعدته في تحسين آداء العمل، والشعور بالإيجابية بشكل عام في الحياة.
وأظهرت دراسة حديثة أنّ الاستماع إلى موسيقى معينة لا يؤدي فقط إلى الشعور بالقوة، بل يمنحنا طاقة أكبر، تساعد على الاستجابة النفسية والبدنية للإنسان في محيط العمل والإطار الاجتماعي.
وقال طالب الدكتوراه في كلية “كيلوغ” لإدارة الأعمال، في جامعة نورث ويسترن دينيس هسو، من خلال بحث أجراه بالتعاون مع فريق من الأكاديميين في الهيئة الإدارية، إن الأفراد “عندما يستمعون إلى موسيقى ذات إيقاع قوي، يبادرون إلى آداء المهام بشكل أكبر، ويشعرون بقدرتهم على السيطرة على الأمور في المواقف الاجتماعية”.
وأبدى هسو، اهتمامه بهذا الموضوع، بعدما لاحظ استخدام الرياضيين في غرف تبديل الملابس لعنصر الموسيقى بمثابة وسيلة تحفيزية لشحن طاقتهم، قبل المشاركة في البطولات الرياضية الكبرى.
واختار فريق البحث 31 مقطوعة موسيقية من مختلف الأنواع، مثل موسيقى “البوب” و”الريغي” و”الهيب هوب،” حيث طلبوا من طلاب الجامعة الاستماع لمدة 30 ثانية فقط لكل أغنية، وتقييم مدى قوة تأثيرها على شعورهم.
واستناداً لذلك، استخدمت ثلاث أغان ذات إيقاع قوي في مجموعة من المهام. وأثبت الباحثون أن الأشخاص الذين استمعوا إلى أغنيات ذات إيقاع قوي نجحوا في اختبارات التفكير التجريدي، ما أظهر قدرتهم على رؤية الصورة بشكل أكبر وعدم التدقيق في التفاصيل.
وأظهر المشاركون في الدراسة قدرتهم على المبادرة والعمل في إطار جماعي، فضلاً عن التمتع بشعور أقوى في السيطرة على الذات ونتائج الأحداث المستقبلية.
ورأى هسو أن الموسيقى ذات الإيقاع القوي والجهوري “باس” تعتبر إحدى العوامل المؤثرة في شحن الأشخاص بالطاقة، وتحفيزهم على الشعور بالقوة، والإحساس بالسيطرة.
ومن جهة أخرى، اختلف الأمر بالنسبة إلى الأشخاص الذين يستمعون إلى الأغنيات ذاتها، ولكن بإيقاع منخفض.
وأثبتت الدراسة أن المشاركين الذين استمعوا إلى موسيقى ذات إيقاع مرتفع تطوعوا للمبادرة وإجراء نقاشات جدلية في مواجهة الفريق الآخر من المشاركين، الذين استمعوا إلى موسيقى هادئة ذات إيقاع منخفض.
وتجدر الإشارة، إلى أنّ الباحثين اعتمدوا على كمية الأغنيات وعدد الكلمات، بهدف التأكد من عدم تأثير هذه العوامل على نتائج البحث والتجارب.
ويأمل هسو بإجراء المزيد من الأبحاث لتحدبد وجود عناصر موسيقية أخرى، مثل سرعة الإيقاع أو النغمة الموسيقية في التأثير في إعطاء الفرد جرعة من المشاعر القوية، بطريقة مشابهة للموسيقى المرتفعة الصوت “باس”.
وأكد هسو أن الاستماع إلى الموسيقى يعتبر من بين الاستراتيجيات المهمة لإعداد الشخص وتحضيره نفسياً وعقلياً لمواجهة تحديات العمل.
وينصح الخبراء بالاستماع إلى الموسيقى لدى قيام الأفراد بأي عمل يطغى عليه الشعور بالتوتر، والضغط النفسي، من أجل مساعدة الأفراد على النجاح في أداء عملهم.