هبطت مساء أمس الأربعاء في مطار عاصمة جمهورية الشيشان الروسية غروزني طائرة أقلت على متنها الطفل بلال تاغيروف الذي نجا من جحيم الحرب الشرسة في الموصل العراقية.
هكذا رجع إلى أراضي بلاده الطفل الأول من أصل 48 طفلا نقلهم ذووهم الخاضعون لإيديولوجية تنظيم “داعش”إلى العراق حيث تستمر السلطات الروسية خلال الأشهر الماضية في بذل مساع من أجل إعادتهم إلى بلادهم.
ويتواجد هؤلاء الأطفال منذ تحرير مدينة الموصل من الإرهابيين في دور حضانة بالعاصمة العراقية بغداد، غير أن السلطات الروسية تواجه صعوبات في تنظيم عملية إعادتهم إلى البلاد بسبب غياب أي وثائق تثبت هويتهم.
وبدأت حكومة موسكو بالعمل على هذه القضية في منتصف يوليو/تموز المنصرم فور ورود أنباء في وسائل الإعلام العراقية عن مجموعة من الأطفال الروس الذين عثرت عليهم قوات الأمن بين أنقاض الموصل المحررة، وهم يخضعون حاليا لرعاية وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية.
وفوّض رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف مبعوثه الخاص إلى الكرملين، زياد سبسبي، ببذل كل ما بوسعه بحثا عن الأطفال وإعادتهم إلى روسيا، وكان سبسبي يعقد على مدى 3 أشهر اجتماعات ومشاورات مكثفة مع نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي وغيره من المسؤولين العراقيين الكبار، لتتوج هذه الجهود في نهاية المطاف بأول نجاح.
من جانبها، روت والدة بلال تاغيروف أن زوجها السابق نقل نجله بشكل سري إلى الأراضي السورية في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وشعرت المرأة بصدمة حقيقية إذ شاهدت ولدها – بعد عامين من البحث – صدفة في شريط فيديو تم تصويره في الموصل.
يذكر أن السياسي الأردني البارز من أصول شيشانية، سميح بينو، هو صاحب مبادرة إعادة الأطفال إلى أوطانهم، وذلك بعد أن نشرت نائبة سابقة في البرلمان العراقي نادية الجبوري على حسابها في تطبيق “واتس أب” صورة لطفلة تعرضت يداها وقدماها للحروق الشديدة.
وأوضحت النائبة أن والدي الطفلة قتلا جراء معارك في مدينة الموصل، وكانا بين مسلحي “داعش”، ولا تتكلم الطفلة إلا باللغة الشيشانية، مما أجبر السياسي الأردني على الشروع في البحث عن ذويها في الجمهورية الروسية.
وذكر بينو أن عملية إعادة كل طفل إلى روسيا تتكون من مرحلتين، إذ ينقل إلى الأردن ثم يواصل رحلته لاحقا إلى بلده، غير أن الأطفال يعرضون في البداية لاختبارات الحمض النووي مما يؤكد انتماءهم إلى عوائلهم في روسيا.
تجدر الإشارة إلى أنه علاوة على هؤلاء الـ48 يبقى في دور الحضانة العراقية عدد كبير لم يحدد من الأطفال الأجانب الذين تم جلبهم إلى الأراضي العراقية بالطريقة نفسها وأصبحوا بشكل اضطراري شهودا لفظائع تصرفات الإرهابيين في الموصل.