صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

سنتان على سقوط الموصل أليست كافية لمحاسبة المقصرين؟!  

على وقع الانتصارات والتقدم الحاصل في جبهة تحرير الفلوجة والذي حقق حتى الان نتائج مهمة…

على وقع الانتصارات والتقدم الحاصل في جبهة تحرير الفلوجة والذي حقق حتى الان نتائج مهمة وكبيرة جدا يسترجع العراقيون هذه الايام نكبة سقوط الموصل، صلاح الدين واجزاء اخرى من ديالى، كركوك والانبار بيد تنظيم داعش في العاشر من حزيران عام 2014.

عامان مرّا على تلك النكبة وما رافقها من مجازر ارتكبت بحق الالاف من العراقيين، مدنيين وعسكريين على يد تنظيم دموي يحرق الحرث والنسل. سنتان مرتا على هزيمتنا امام داعش والمحاور الاقليمية والدولية التي تقف خلفه… بعد كل هذه المدة ورغم اننا استعدنا بجهود الابطال من ابناء هذا الشعب جزءا كبيرا من الاراضي التي استحوذ عليها داعش.. لم نحاسب جنرالا واحدا، لم نحاكم سياسيا او عسكريا! كأن تنظيم داعش دخل في نزهة الى مراكز المدن فيما ذاب الجيش العراقي بين يوم وليلة عن مواقعه! فيما انصرف الجميع الى اعمالهم هنا او هناك بعد استيعاب الصدمة دون ان يتحمل وزر الضحايا الذين سقطوا اي احد!

واذا لم تكن ضحايا سقوط تلك المدن بيد داعش واثمانها الباهظة كفيلة بدفعنا الى مراجعة شاملة لكل مفاصل الدولة العراقية بشكل عام والقوات المسلحة بشكل خاص فإن تكلفة استعادة تلك المدن والمساحات الشاسعة من الجماعات الارهابية يفترض ان تكون دافعا كافيا من اجل المراجعة الشاملة ومحاسبة المقصرين.

ان مراجعة نكبة سقوط الموصل لا ينبغي ان تكون فرصة لمحاسبة الساسة فحسب بل ايضا يفترض ان تمثل وقفة مهمة مع تمزق الهوية العراقية المرتبكة بشكل عام! وقفة مع الشرخ الكبير الذي حصل في المجتمع العراقي والذي لم يكن وليد لحظة ما بعد 2003 فحسب كما يحاول بعضهم تصويره بل يمتد الى فترات زمنية طويلة.

ان مراجعة ملف سقوط الموصل يبدو انه مرّ مرور الكرام علينا جميعا رغم تلك الهزة الكبيرة التي احدثها في العراق والمنطقة! وذلك لان القوى السياسية العراقية وحتى المكونات لازالت تمارس هواية تكرار اخطائها السابقة.

سنتان مرّا على الكارثة ولم نراجع بعد علاقتنا واتفاقياتنا الاستراتيجية مع القوى الكبرى! سنتان ولازلنا نختلف سياسيا حتى على تحرير المدن المحتلة من داعش! سنتان من النكبة ليستا كافيتين لاستيعاب الصدمة. فكم من السنوات يا ترى نحتاج لكي نوقف هذه الفوضى..؟! وكم من التضحيات نحتاج كي نستوعب الدرس؟!

 

إقرأ أيضا