تمثل العمليات الإرهابية التى تتعرض لها سورية انتهاكاً خطيراً لمبادئ حقوق الإنسان الأساسية التى أقرتها الأمم المتحدة لشعوب العالم، لأنها تعتمد على أعمال منهجية تبث الرعب والدمار، ومن هنا فإن حرب سورية الشرسة ضد الإرهاب للقضاء عليه حق مشروع للدولة السورية وجيشها للحفاظ على حقوق الشعب السوري فى الحياة الآمنة بعيداً عن القتل والفوضى، ولتحقيق ذلك فقد فرض الجيش العربي السوري سطوته، ونفوذه بقوة في بعض المناطق السورية، وأظهر العين الحمرا، للقوى المتطرفة التي عاثت بالأرض فساداً، وبعث بهذه المعارك بالعديد من الرسائل للداخل والخارج، تؤكد جميعها أن الجيش السوري وحش كاسر لا يجب اللعب معه أو الاقتراب منه.
اليوم وسع الجيش السوري نطاق معاركه مع داعش والقوى المتطرفة الأخرى وسط سورية وفي المناطق الشرقية، حيث فتح معارك جديدة مع هذا التنظيم في ريف حمص الشرقي نحو بلدة القريتين الإستراتيجية وتمكن من إحكام حصاره عليها بعد السيطرة على سلسلة تلال محيطة، في وقت يضيق فيه الخناق على داعش في مدينة تدمر، بالتزامن مع حشد الجيش عدداً كبيراً من قواته لمعاركه مع التنظيم في دير الزور، والتي حقق فيها تقدماً كبيراً، فالسيطرة على القريتين تساعد في تضييق الخناق على مدينة تدمر، كما تساهم في عمليات تأمين خطوط الغاز التي تغذي معمل جنوب المنطقة الوسطى، وبذلك فإن السيطرة على القريتين تفتح باباً جديداً نحو تدمر وصولاً إلى السخنة.
وفي سياق متصل بدأ الجيش السوري هجوماً على مدينة تدمر من ثلاثة محاور، هي الجنوب الغربي والغربي والشمالي، حيث تمكن من السيطرة على تلال الهيان الإستراتيجية المطلة على المدينة الأثرية، وتساهم المقاتلات الروسية بشكل كبير في معارك الجيش السوري مع داعش في ريف حمص، حيث تقوم بشكل مستمر بشن غارات عنيفة تستهدف خطوط إمداد التنظيم ومواقع تمركزه ما يساعد على تقدم قوات المشاة بشكل سريع برغم صعوبة المنطقة جغرافياً، إذ يؤدي تحرير تدمر إلى الكثير من النتائج الميدانية الهامة لصالح الجيش السوري، كون ذلك سيفتح الطريق إلى المناطق المحاصرة في دير الزور، الأمر الذي يخفّف الكثير من الأعباء الميدانية على الجيش السوري، ويطلق عملية تحرير قرى ومدن هذه المحافظة المحاذية للحدود العراقية، وبالتالي سيُنهي حلم داعش بتهديد المنطقة الوسطى ومدينة حمص أو حتى الوصول إلى الحدود اللبنانية، في إطار ذلك يمكن القول إن معركة تدمر هي الأعنف والأكثر ضراوة في المنطقة.
وفي السياق ذاته إن الضريبة التي تدفعها سورية اليوم في بعض مناطقها مؤلمة، وهي مسألة طبيعية في فترة العلاج، لان الجيش السوري يعمل على فقء الدمامل الإرهابية وعلى تلك القوى ألا تتوهم الإنتصار حين يسقط شهداء من خير أجناد الارض في المواجهات, بل على تلك الأدوات المأجورة, أكانت من داعش او المجموعات المسلحة الأخرى معرفة ان حلم تفكيك سورية سقط عندما اعترف التنظيم بخسائره الفادحة، وبقوة وجسارة الجيش السوري وعقيدته القتالية المدهشة، من استبسال، وتضحية، والموت فى سبيل الأرض والعرض, ولن تستمر مسألة التنظيف طويلاً لأن الجيش العربي السوري يقف لهم بالمرصاد، وبذلك أوشكت سورية على التخلص من هيمنة وسيطرة القوى المتطرفة والمسألة بالنسبة لنا باتت مسألة وقت، لا سيما أن جميع السوريين لديهم قناعة قوية وكاملة بأن ميليشيات وأدوات الغرب لا يمكن أن يكونوا حكام المستقبل أو يجسدون المشروع الذى يحلمون به للوطن وإعادة بناء الدولة.
مجملاً.. يخطط الغرب وحلفاؤه تدمير الدول الأخرى لإنشاء معسكرات للجهاديين في اتحاد العالم وتنفيذ مجازره ضد المدنيين، ويخطئ من يتصور ان الإرهاب يمكنه هزيمة سورية وشعبها, ومن يتوهم ذلك عليه مراجعة تاريخها الحديث، وفي المقابل فإن ما تحقق في سورية من تحرير محافظات ومدن فى فترة وجيزة, يعد إنجازاً بكل المقاييس على عكس ما حصل فى دول أخرى مثل أفغانستان، ومن المؤكد أن ارتفاع الروح المعنوية للجيش السوري يفتح الطريق أمام الانطلاق إلى معارك كبرى لمحو “دولة الخلافة” التي أعلنها أبو بكر البغدادي، والتأسيس لبناء سورية الموحدة ولصالح كل أبنائها.
Khaym1979@yahoo.com