كان من المؤمل ان يلتحق الوزراء الكرد ببغداد بعد انقضاء عطلة العيد الطويلة، اثر تعليقهم المشاركة في الكابينة الحكومية الجديدة برئاسة حيدر العبادي، كورقة ضغط لتنفيذ المطالب الكردية، أو كشرط وضعته “القيادة الكردية” مقابل الانضمام مجدداً للعمل السياسي في العاصمة، لكن حتى اللحظة لم يتحقق الوعد الكردي بالمشاركة، لاسيما وان كبير الوزراء الكرد، وزير المالية روز نوري شاويس، فضّل البقاء في العاصمة اللبنانية بيروت على العودة الى بغداد.
وآخر الوعود الكردية بعودة وزراء الاقليم في الحكومة الاتحادية، اطلقها رئيس وزراء الاقليم نيجيرفان بارزاني، قبيل ابتداء عطلة عيد الاضحى في (2 تشرين الاول الجاري)، بأن الوزراء سيعودون الى بغداد للمشاركة في اجتماعات الحكومة بعد انتهاء عطلة عيد، خلال لقائه برئيس مجلس النواب سليم الجبوري في اربيل.
وشدد بارزاني حينها على ان “الكرد سيشاركون في حكومة العبادي، من اجل منحها الفرصة لحل المشاكل عن طريق المفاوضات ودعم الحكومة العراقية الجديدة”، مجدداً الهواجس الكردية بأن على “العراق عدم التعامل مع كردستان بمنطق القوة”.
النائب عن التحالف الكردستاني محسن السعدون، اكد امس الاحد، على ان الوزراء الكرد سيحضرون الى بغداد غدا الثلاثاء، لترديد القسم امام مجلس النواب و”تمهيدا لمشاركتهم في اعمال مجلس الوزراء، وادارة وزاراتهم”.
ولم يشر السعدون اذا ما سيشارك الوزراء في جلسة الحكومة المزمع عقدها غدا الثلاثاء ايضا.
ولفت الى ان جلسة مجلس النواب ستناقش قانون موازنة العام الحالي بعد ان يتم ارسالها من مجلس الوزراء الى البرلمان خلال اليومين المقبلين.
وفيما اعلن بارزاني قبل نحو اسبوعين عن استعداده لزيارة بغداد من اجل حل جميع المشاكل, “لكي لا يتمكن احد بعد الان من استقطاع ميزانية الاقليم ورواتب موظفي الدولة”، اعلن التحالف الكردستاني، ان رئيس الحكومة الكردية سيزور بغداد خلال هذا الاسبوع على رأس وفد كردي رفيع المستوى لبحث المسائل العالقة بين المركز والاقليم، مع رئيس الحكومة الاتحادية
وكشفت النائبة نجيبة نجيب ان “الوفد الكردي يريد التوصل الى قرارات نهائية وحاسمة”، منوهة الى ان “ابرز ما سيناقش مع بغداد، موازنة الاقليم ورواتب المتوقفة وموازنة قوات البيشمركة والمادة 140 من الدستور”.
وجددت نجيب التهديد الكردي بالانسحاب من الحكومة الذي اعلنته النائبة الا طالباني بجلسة تسمية الكابينة الحكومية، بعد ثلاثة اشهر حددوها كمهلة لتنفذ الحكومة المطاليب الكردية.
ورغم الحراك الدائر لتمهيد عودة الوزراء الكرد، فأن وزير المالية روز نوري شاويس، والذي لم يردد بعد القسم كوزير امام مجلس النواب، تأكد وجوده في العاصمة اللبنانية بيروت مع زوجته وابنته.
وبحسب شاهد عيان عراقي متواجد حالياً في العاصمة بيروت تواصلت معه “العالم الجديد”، ان شاويس شوهد صباح امس الاحد مع عائلته في Cozmo cafee، مرتديا زياً رسمياً.
وبيّن الشاهد الذي فضّل عدم الاشارة الى اسمه ان “شاويس وابنته وزوجته، كانوا على ما يبدو في رحلة استجمام في منطقة كورنيش عين المريسة عند مرسى القوارب ضمن zeitona bey دون حماية شخصية تذكر”.
وفي الاثناء، حث المُمثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف، امس الاحد، قادة اقليم كردستان على ضرورة مشاركة الوزراء الكرد في اجتماعات الحكومة الاتحادية.
ولفتت البعثة الاممية في بيان تسلمت “العالم الجديد” نسخة منه، الى ان ملادينوف، عقد اجتماعات مع برلمان إقليم كردستان العراق، (امس) الاحد، تركزت على التعاون المستمر بين إقليم كردستان العراق والحكومة المركزية.
ونوهت الى ان المبعوث الاممي “شجع القيادة على أخذ مكانها الصحيح في الحكومة (المركزية) دون تأخير، ومناقشة الخلافات العالقة داخل مجلس الوزراء”، مشددا على ان “وحدة العراق أمر بالغ الأهمية في هذا الوقت الحرج لإنقاذ العراقيين كافة من آفة الإرهاب”.