أينما يسير بكمان..
يحمل شريكه في مَيَلانِهِ المُجَعَّد
يكنيه الغروب الملثم دائماً
ولا يسميه حوذي الفجائع
بكمان فقد شفتيه
في أول انعطافة للدانتيل
وكان…
بينما ضل صوته
ظل المعنى
تغيرُ المرايا
شظايا نظرته الأخيرة
وهو يستر عريه
بازدرائه المعهود
هكذا يتأخر عن الصحو..
يحقن أغنياته
بأوَّل ياسمين النعاس
ويختار جوقة أسماء
لا تليق باحتفاء تاء إناثه المتحركة
إناثه اللاتي غادرن المشهد على عجل
تاركات جلبة ضحكاتهنّ
تتناسل في العراء
أوصد الكلام على فراشة عارية
راودها عن رفيفها
علَّه يدل بلاغة النور
على بلاهة النار
أو فضيحة الحرائق التي تشتهي..
خطاهُ.. خطايا تتوالدُ
يستردّ فصولها
على حافة الكوابيس
يلثغ في سين مستقبله
وهو ينظر إلى النهر
كيف يمكن لمائه أن يعمِّد أدران مسراته؟
هكذا..
يقايض سيفه الخشبيَّ
بوردة الشعر الناعمة
وحيداً..
يضمّد في دهاليز الحكمة
ملامح روحه التي صدأت
مثل سياج قديم
بين روح القبيلة وساحة الحرية
يروض فكرة في السرير الكسيح
تفرُّ شفاهه
ويدوِّنُ:
ربما كان للشفاه طريقتها في الاعتراض..
ربما لها طريقتها في السأم..
من مواخير وحدته المؤثثة بالمكائد..
كان صوته مستوحشاً
صوته في الغرفة الدائرية.. يدور
مثل ثور يجر عربة الأيام
مثل قبيلة من السبايا تحتطب الوهم
يفكر في الغرفة الدائرية..
في مواكب صمته البهية
وهي تنتظر صرخته المؤجلة
يكتب بكمان سيرته
وسط ذهول الفكرة
ودهشة السرير
وازدراء المرايا
وسأم الشفاه
ويمضي حاملاً ظلَّه الدامس
يفتش عن شفتين
في قبو العائلة الأعزل.