عزا مدرب المنتخب العراقي السابق، راضي شنيشل، إنهاء مسيرته مع المنتخب الى ما أسماه بـ”وسائل الإعلام الفاسدة”، رغم تصاعد أداء الفريق فنيا، معتبرا أنه ضحية استسلام اتحاد كرة القدم للضغوطات.
وقال في تصريحات اعلامية تابعتها “العالم الجديد” أمس الخميس، “للأسف الاتحاد حاول إنقاذ نفسه جراء ضغوطات البعض، فقام بإقالتي، وبالتالي هدم عملية البناء التي كنا قد سعينا لها منذ استلامنا للمهمة التدريبية، وسيعود بالمنتخب إلى المربع الأول، حيث تداخل المهام والمنتخبات مع بعضها، وهذا أمر طبيعي عندما يترك الاتحاد إستراتيجية العمل المخطط لها، وينصاع لقرارات فردية أتت نتيجة الضغوطات”.
وأضاف لموقع كورة الرياضي “منذ استلامي المهمة التدريبية سعى البعض ممن تضررت مصالحهم إلى مواجهتي، وهؤلاء عبارة عن إعلام فاسد ومدربين ممن لم تسنح لهم الفرصة للعمل مع الملاك الفني، إلى جانب آخرين طرحوا أنفسهم ورفضنا دخولهم العمل التدريبي، أو تقريب ذويهم، هذا التجمع احتوته قناتان فضائيتان فقط، واستمال بعض الجماهير العاطفية، وحركهم باتجاه مظاهرات بدأت بشعارات غير التي انتهت عليها”.
وحول التظاهرات التي خرجت للمطالبة باصلاح الكرة العراقية أردف شنيشل “من حرك المظاهرات عمل بخبث، حيث كان يسعى لإسقاطي شخصيا، أما بالعلن فقد رفعوا شعار إصلاح المنظومة بشكل كامل، لكن انفضح الأمر بعد إقالتي وسقطت الأقنعة، وهنا استغل الإعلام الفاسد الأمر، متمثلًا في قناتين وبرنامجين تحديدًا، حيث أثاروا الكثير من المشاكل، ولفقوا الكثير من الكذب، وشوهوا المشهد برمته”، منوها الى ان “بعض المدربين والخبراء خرجوا بنوايا صادقة للإصلاح، وكانوا على تواصل معي، وأبلغوني بأنهم خرجوا للإصلاح وليس لتغيير الملاك التدريبي، ومع ذلك أخبرتهم، ومن أول يوم، بأن المخطط خبيث يسعى للضغط على الاتحاد لإقالتي ليس إلا، وفعلًا تحقق ما ذكرته لهم”.
وبشأن تدخل الأولمبية أوضح نجم المنتخب السابق “بكل صدق الأولمبية لم تتدخل بالموضوع، الاتحاد حاول أن يضع رئيسها رعد حمودي وسيطًا، من أجل التأثير علي للتنازل عن الشرط الجزائي، لكني أبلغته بأني لست رجلًا انهزاميًا، وأني مؤمن بأن المنتخب بدأ يحقق التقدم الفني، وهذا ما تؤكده جميع المنتخبات التي نواجهها، أما عن المال، فأبلغته بأني مستعد للتخلي عن الشرط الجزائي، بشرط إكمال مهمتي مع المنتخب، لأني أخطط لمشروع بناء منتخب على مدى ثلاث سنوات، أي الفترة الزمنية لعقدي، وبالتالي رعد حمودي أكد أن القرار للاتحاد وليس للأولمبية أي دور”.
واتهم الاتحاد بـ”افشال مهمتي، مع أنهم على يقين بأن المنتخب تطور كثيرًا، بدليل تقرير رئيس لجنة المنتخبات، فالح موسى، وهو عضو اتحاد، وأكد أن المنتخب قدم مستوىً مميزًا بجميع مبارياته في التصفيات، وأن النتائج لا تعكس واقع الحال، لسببين، الأول سوء الطالع الذي رافق الفريق، والأمر الثاني الأخطاء التحكيمية التي أنهت حظوظنا بوقت مبكر”.
هذا بالإضافة إلى تصريحات جميع مدربي المنتخبات التي واجهناها في التصفيات، والذين أكدوا أن هوية الفريق تغيرت بالمقارنة بين التصفيات الأولية والتصفيات النهائية، وما يؤكد صحة ما ذهبت إليه أن المنتخب لم يتمكن من الفوز على تايلاند في التصفيات الأولية، لكننا حققنا فوزًا يسيرًا وخلقنا 16 هجمة على مرمى الفريق التايلاندي في شوط واحد فقط، وهذا يدلل على حجم العمل في فترة زمنية قصيرة.
وأشار إلى أن “عقدي مع الاتحاد العراقي لم يتضمن أي فقرة تنص على ضرورة التأهل إلى المونديال، ولم أعدهم بذلك، بل أن رئيس الاتحاد، عبد الخالق مسعود، سبق وصرح بأن العراق من المستحيل -وفق هذه الظروف- أن يتاهل إلى كأس العالم”.
وأكد أن “الجميع يسلم بهذه الحقيقة التي ذكرها رئيس الاتحاد، لعدة ظروف، أولًا لقصر الفترة التي استلمت بها قيادة المنتخب، وبالمقارنة مع المنتخبات الأخرى في المجموعة، تجد أن مدرب المنتخب السعودي مارفيك هو الأقصر عمرًا بين الآخرين، ومدة عمله عامان كاملان، بالتالي الفريق العراقي كان بحاجة إلى الوقت والاستقرار، ثانيًا كنا نحتاج إلى مباريات ودية أكثر، لأن اللاعب المحلي غير قادر على الدخول بشكل مباشر في المنافسات الدولية، بالإضافة إلى قليل من التوفيق، وكثير من الإنصاف التحكيمي”.
ونوه “اتخذت قرارا نهائيا بألا أعمل في العراق مرة ثانية، عملي سيكون خارج العراق”، معللا الأمر بالقول “تجربتي مع المنتخب أوضحت لي حقيقة مرة، وهي أن الإدارة ضعيفة، والمدرب هو طوق النجاة للحفاظ على مواقع مسؤولي الإدارة، وبالتالي لا يمكن أن أكون ضحية مرة أخرى، والمثل يقول المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين”.
وختم حديثه قائلا “لن أتنازل عن الشرط الجزائي، ليس طمعا مع أنه حق من حقوقي، لأنهم تسببوا لي بالضرر، لكن حفاظًا على ماء وجه المدرب المحلي، ولنفرض هيبة المدرب الوطني لابد أن أتمسك بالشرط الجزائي، سأتصدق بالمبلغ على الفقراء لكن لن أتنازل عنه بتاتًا”.