رحى الحرب مستمرّة في الأنبار، فالاشتباكات والمعارك بين قوات الجيش والشرطة والعشائر مع مسلّحي تنظيم “داعش” باتت أكثر دمويّة لاسيما في بالرمادي وعلى وجه الخصوص في منطقة الحوز التي تقع تحت سيطرة التنظيم المتطرّف، الأمر الذي أدّى إلى نزوح الكثير من الأهالي بحثاً عن مناطق أكثر أمناً.
وقال مصدر أمني في شرطة الأنبار، أن “اشتباكات عنيفة تدور في منطقة الحوز بين قوات الجيش والشرطة وبمساندة أبناء عشائر الرمادي وطيران الجيش وبين مسلحي التنظيم الذين يسيطرون على الحوز، دون أن يحرز الطرفان أي تقدم على الأرض، فيما بدأت العديد من العائلات بالنزوح بسبب شدة الإشتباكات”.
ويعيش أهالي الرمادي، مركز محافظة الانبار، في عدد من المناطق، حالة مأساوية نتيجة توقف محطات ضخ مياه الشرب بسبب انقطاع التيار الكهربائي من قضاء حديثة.
وقال حسين كسار، مدير ناحية الوفاء، إن “الناحية تعيش ظروفاً قاسية نتيجة انقطاع مياه الشرب منذ 15 يوما، حيث توقفت محطات ضخ المياه بعد انقطاع تزويد الناحية بالطاقة الكهربائية من مصدر التغذية في مدينة حديثة”.
وأضاف كسار في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الأهالي يعيشون ظروفاً صعبة للغاية”.
وناشد مدير ناحية الوفاء الحكومة المحلية بالتدخل العاجل لحل أزمة الأهالي في الناحية وبشكل سريع.
ولا يبدو الوضع في الفلوجة أفضل، إذ يعاني سكّانها من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية ومشتقات الوقود، وبدأت الخضراوات تنفذ من الأسواق نتيجة الطوق الامني الذي فرضته قوات الجيش المسيطرة على الطرق الخارجية المؤدية، ما زاد معاناة أكثر من 20 ألف عائلة لازالت تعيش داخل المدينة فضلاً عن معاناتهم نتيجة القصف العشوائي الجوي والبري، وفقاً لشهود عيان.
وتعرضت أحياء الصناعة وجبيل والضباط والعسكري في الفلوجة إلى قصف عنيف بصواريخ الراجمات والمدفعية الثقيلة ما أدى إلى مقتل أربعة وجرح عشرة آخرين، وخلف القصف دماراً كبيراً في المنازل والمحلات التجارية، فيما دارت اشتباكات متقطعة بين مسلحي (داعش) وقوات الجيش عند منطقة الهياكل المحاذية للطريق الدولي السريع جنوب شرق المدينة حيث استخدمت خلالها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ولم يتسنَّ لـ”العالم الجديد” معرفة حجم الخسائر.
واتهم الشيخ محمد البجاري، عضو المجلس المحلي المؤقت لمدينة الفلوجة، قوات الجيش “بفرض حصار اقتصادي خانق على مدينة الفلوجة، حيث تمنع مرور البضائع والمواد الغذائية والإنسانية والأدوية باتجاه الفلوجة من الطرق الخارجية”.
ووفقاً للبجاري الذي تحدث أمس لـ”العالم الجديد”، فإن “الأهالي يعيشون حالة إنسانية كارثية فهم بلا كهرباء منذ عدة أشهر وسط نقص حاد في الغذاء والدواء ومشتقات الوقود إضافةً إلى القصف العشوائي الجوي والبري الذي يستهدف الأحياء السكنية بشكل مستمر منذ بداية الأزمة”.
وتابع “صمت الحكومة المحلية والمركزية أمام ما يجري في الفلوجة هو عقوبة جماعية لأكثر من 20 ألف عائلة لازالت تعيش داخل الفلوجة”، مناشدا “المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية بالتدخل الفوري والعاجل للضغط على الحكومة العراقية من أجل فتح الطرق أمام أهالي الفلوجة والسماح بإدخال المواد الإغاثية”.
وقال مستشفى الفلوجة التعليمي، أن “شعبة الطوارئ استقبلت أربعة شهداء وعشرة جرحى بينهم امرأة كلهم مدنيون سقطوا نتيجة القصف العنيف الذي تعرضت له الأحياء السكنية في المدينة بصواريخ الراجمات والمدفعية الثقيلة”.
وفي الوقت الذي تزداد فيه حالة الفلوجة سوءاً، فإن قضاء حديثة وقع في دائرة اهتمام الحكومتين المركزية والمحليّة.
وقال عبد الحكيم الجغيفي، قائم مقام حديثة، إن “مواد غذائية وصلت إلى قضاء حديثة”.
وأوضح أن “170 طنا من المواد الغذائية وصلت الى قضاء حديثة، بعد أن قامت قوات البادية والجزيرة بشحنها ونقلها إلى القضاء بواسطة عجلات عسكرية وتم توزيعها على الوكلاء المعتمدين في القضاء ليتم توزيعها على الأهالي حسب البطاقة التموينية”.