من سيعاقب “أنس ” على جريمته في حق والده العظيم صباح فخري ؟ سؤال طرحه العديد من روّاد الشبكات الاجتماعية بعد أن انتشر مقطع فيديو صادم جداً جداً للعملاق الطربي الفنان السوري صباح فخري الذي ظهر بمظهر سيء لا يناسب قامته الفنية العريقة التي تعتبر من رموز الفن والإبداع في بلده سوريا وفي الوطن العربي.
حيث علّق البعض على المشهد الذي تم تداوله الناس بأنه يندى له الجبين، فالمقطع يصوّر فخري الأب برفقة ابنه على مسرح في أحد المطاعم وهو يغني بصوت ضعيف وجسد مرهق وقد تمكن منه التعب والاجهاد وسط الراقصات وصور السيلفي مع روّاد المكان ، فبدا وكأنه غير قادر على الاستمرار في الغناء بمفرده فيمسكه ابنه أنس من يده ويرافقه في المشي والغناء في محاولة منه لإبقائه متماسكاً دون أن يسقط.
التعليقات المستنكرة لتصرف الابن كثيرة فمنهم من علّق بأن هذه الحالة ينطبق عليها ما يقوله المثل “يخلق من ظهر العالم ولد فاسد”.
في حين قال آخرون أن الكارثة في مقطع الفيديو أنه كان من الواضح جداً أن ابن الفنان الكبير يحاول الترويج لنفسه من خلال استعراض مهين لوالده المريض واستغلال لتاريخه العريق. فبعد أن بنى صباح فخري قلعته الشاهقة بحنجرته الخارقة على مدى عقود من الزمن، هدم أنس أسوار هذه القلعة وصورتها ورمزيتها وشوهها بالشكل المزري الذي ظهر فيه في الفيديو المتداول.
فلم يسيء إلى والده فقط بل أساء للفن العربي كله عندما امتطى صهوة تاريخ وقامة وقيمة الرجل العظيم “ليس بصفته أحد القمم الحلبية الغنائية فقط بل لكونه أحد أهرامات الغناء العربي شأنه شأن أم كلثوم وفيروز وعبد الوهاب مع حفظ الألقاب ” ، حتى يحقّق لنفسه شهرة زائفة ونجاحاً غير مستحق وفقاً لما يتم تداوله ما بين المعلّقين.
وإن كان الناس من مختلف الدول العربية من عرفوا فخري الأب لسنوات قد استنكروا فعلة الابن، إلا أن الأمر كان له وقع مختلف لدى السوريين الذين اعتبروه وجه من وجوه الفاجعة التي تعيشها بلادهم حيث سرق تاريخهم وحاضرهم وجاء هذا المقطع ليهدم الحنجرة الحلبية الذهبية التي أطربتهم لسنين تماماً كما لو أن قلعة حلب الشهيرة هُدمت مرة أخرى.