تستمر العمليّات الأمنيّة في الانبار ضد تنظيم ما يسمّى بـ”الدولة الإسلامية” المعروف بـ”داعش” الذي يسيطر على نحو 70 بالمئة من المحافظة ذات الطابع العشائري، إلا أن العمليّات أصيبت بالبطء خلال الأيام الماضية، بسبب قتل عناصر في الحشد الشعبي لرجلين ينتميان إلى عشيرة مساندة للقوّات الحكوميّة.
وسبّب هذا الحادث، الذي تحاول حكومة الانبار التهوين منه، بغضب العشائر المساندة للقوّات الحكومية، وزاد من خشيتها في قيام الحشد الشعبي بعمليات انتقام ضدّ أهالي المحافظة.
لكن نعيم الكعود، أحد أبرز وجاهات عشيرة البو نمر، قال إن “هذه التصرفات فرديّة ولا يمكن لها أن تؤثّر على علاقات العشائر بفصائل الحشد الشعبي”.
وأشار الكعود، في حديث إلى “العالم الجديد”، إلى أن “تسليح العشائر سيكون حلاً لما يوفره بالاعتماد على أبناء المحافظة لتحرير مدنهم من (داعش)”، مستدركاً “للعشائر ثأر مع داعش ولن تتركه”.
وألقت القوّات الأمنيّة في الانبار القبض على القاتلين، وهي تسعى الآن إلى التحقيق معهم، والحكم عليهم في الانبار بغية ردّ الاعتبار لنفسها، والحصول على ثقة السكّان في المحافظة التي تعاني عمليات عسكرية منذ أكثر من عام.
وأكد اللواء الركن كاظم الفهداوي، قائد شرطة الأنبار “استمرار العمليات العسكرية ضد تنظيم “داعش” في المنطقة التي قتل فيها الرجلان، وهي السجارية شرق الرمادي”.
وقال الفهداوي، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “القوات الأمنية تمكنت من محاصرة عناصر التنظيم في المنطقة فيما تقوم اللجان الهندسية بتفكيك العشرات من العبوات الناسفة التي تعيق تقدم قوات الجيش والشرطة نحو المنطقة والتي زرعها عناصر التنظيم”.
والحال، فإن تركيبة الانبار السكانية لا تشابه المحافظات الأخرى التي تعاني نزاعات مسلحّة، لاسيما وأن لها تجربة في قتال التنظيمات المسلحّة عام 2007، وخاصّة تنظيم القاعدة.
وقال اللواء المتقاعد عبد العزيز الدليمي، أحد ضباط الجيش العراقي السابق، إن “أكثر من عام مضى على انطلاق العمليات العسكرية في المحافظة وسمعنا مئات التصريحات من مسؤولي المحافظة وقادتها الأمنيين والعسكريين بإحراز تقدم أو تحرير قرية هنا أو ناحية هناك، لكن الحقيقة أن 80 في المائة من هذه التصريحات لا تمت إلى الواقع بصلة إطلاقاً”.
وأشار في حديث لـ”العالم الجديد” إلى أن “المشكلة أن مسؤولي المحافظة يخدعون الرأي العام بتصريحاتهم هذه، فالقوات الأمنية وبحاجة إلى الدعم أكثر لمواجهة ترسانة (داعش) التي كبرت بعد سرقة السلاح الجيش العراقي”.
وأمس الثلاثاء، قالت رئاسة الجمهورية إن الرئيس فؤاد معصوم “استقبل في بغداد محافظ الأنبار صهيب إسماعيل محمود الراوي والوفد المرافق له”، مبينة أنه “تم خلال اللقاء مناقشة تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والخدمية في محافظة الانبار”.
وشدد معصوم، وفقاً لبيان رئاسة الجمهورية الذي تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، على ضرورة “تطهير مناطق المحافظة من سيطرة عصابات (داعش)”، مشيداً بـ”صمود أهالي الأنبار ووقوفهم إلى جنب القوات المسلحة في الحرب ضد الإرهاب”.
ودعا معصوم إلى “وحدة الموقف والتلاحم والتكاتف بين المواطنين والعشائر في الأنبار من أجل مواجهة التحديات والتصدي للإرهاب والمطالبة بحقوقهم المشروعة”، مؤكداً استمرار سعيه “الدؤوب لتلبية حاجات الأنباريين في الاستقرار والأمن المستتب والحاجات الإنسانية الضرورية العاجلة”.
وأشار الوفد بحسب البيان، إلى “أهمية ومكانة محافظة الأنبار بالنسبة للعراق ككل وضرورة إنقاذها من خطر الإرهاب الداعشي لاسيما أن هناك تلاحماً ملموساً بدأ يتبلور ضد هذا التنظيم بعد أن انكشفت نواياه الخطيرة المدمرة”.
وأشاد وفد الأنبار بـ”جهود رئيس الجمهورية لتذليل المشكلات والعمل على توفير الاحتياجات والإيعاز إلى الجهات المختصة باتخاذ كافة الإجراءات التي تعزز صمود أهالي المحافظة وتساعد في نصرهم على داعش”.