تزايدت بشكل كبير في الفترة الاخيرة النزاعات العشائرية الدموية في مختلف مناطق جنوب العراق، فيما ترتفع حصيلة الضحايا من مختلف الاطراف مع عجز الدولة عن فرض السيطرة على الاوضاع وعدم تطبيق مذكرات الاعتقال بحق المطلوبين.
ففي آخر المستجدات على ذلك الصعيد نشوب خلاف عشائري حاد بين عدة عشائر في منطقة الجزيرة الواقعة بين ناحيتي السلام التابعة لمحافظة ميسان والاصلاح التابعة لمحافظة ذي قار. وقد اسفر الخلاف عن سقوط اربعة قتلى، فيما لازال الحذر والتوتر يسيطر على المشهد.
ورغم قيام وفد من المرجعية الدينية في النجف الاشرف يوم امس بزيارة الاطراف المتصارعة وتطيب الخواطر الا ان الامور قد تنفجر من جديد في ايّة لحظة مع وجود ترسانة كبيرة من السلاح عند جميع الاطراف.
المثير حول الموضوع وفقا لتفاصيل حصلت عليها العالم الجديد من مصادرها الخاصة فإن شركة الاثير دخلت على الخط بشكل او بآخر، لان احد القتلى استهدف بعد معرفة سجل الاتصالات بينه وبين خصم العشيرة التي يعيش بكنفها، وقد تحدث بعض افراد تلك العشيرة عن حصولهم على سجل الاتصالات من شركة الاثير مقابل مبلغ كبير من المال. ووفقا للقانون العراقي فليس من حق الشركة اعطاء سجل المكالمات دون قرار من المحكمة.
تأتي تلك الواقعة بعد سلسلة من المعارك الدامية التي حصلت في مختلف مناطق محافظة البصرة والتي دفعت رئيس الوزراء لتوجيه قوة عسكرية كبيرة من اجل السيطرة على الاوضاع هنا. ناهيك عن التوتر الكبير الذي يخيم على ناحية العدل في محافظة ميسان بعد نهاية الهدنة بين عشيرتي الفرطوس والبوعلي مما يعني ان جميع الخيارات مفتوحة هناك.
على خلفية تلك الاحاديث يجري الحديث عن احتمال قيام الحكومة بصولة جديدة تهدف للسيطرة على الاوضاع الامنية في جنوب العراق والحفاظ على الامن الاجتماعي. بعض شيوخ العشائر ذكروا للعالم الجديد ان “هناك من يذهب الى ان ازدياد تلك الظاهرة السلبية ربما يعود جزء منه الى اياد خفية تثير الفتن من اجل نشر الفوضى”.