من الصعب الحصول على إحصائية لعدد المعارك التي جرت في قضاء بيجي بين القوات الأمنية والحشد الشعبي من جهة، وبين تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” من جهة أخرى، فمنذ سقوط محافظة الموصل بيد التنظيم المتطرف في حزيران يونيو العام الماضي، وحتى وقت قريب، حصلت معارك كر وفر عديدة في مناطق القضاء الذي يحتضن أكبر مصفى للنفط في البلاد، إلا أن سير العمليات هناك شهد فتورا في الآونة الأخيرة، عزاه قائد عمليات صلاح الدين الى تمكن القوات الأمنية المشتركة من قطع حلقة الامداد الممتدة من نينوى شمالا مرورا بالحويجة جنوبا ثم بيجي، بالاضافة الى تكبيده خسائر فادحة بالأرواح والمعدات بعد الدفع بأقوى مقاتليه في معارك حسمت لصالح القوات الرسمية.
وفيما لفت الى تصاعد وتيرة الاهتمام بمعارك القضاء من قبل طيران التحالف الدولي، أعلن عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين وزارة الدفاع وقوات الحشد الشعبي بهدف وضع خطة استعادة القضاء بشكل كامل، مشيرا الى أن ذلك سيمهد لاستعادة الموصل بشكل أسرع.
ويقول قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن جمعة عناد في تصريح لـ”العالم الجديد” اليوم الأربعاء، إن “قضاء بيجي يشهد فتورا في العمليات العسكرية، كما أن القطعات اتخذت مواقع دفاعية منذ 20 يوما، مقتصرةً على تراشق للنيران ومعارك خفيفة”.
ويوضح جمعة أن “تنظيم داعش خسر خيرة مقاتليه في قضاء بيجي، خصوصا وأنه يدفع بقوة منذ سقوط الموصل بغرض تحصين دفاعاته في القضاء، بهدف إبعاد الخطر عن نينوى، كما أن طبيعة الأرض تساعده على ذلك”.
وحول حجم التعاون الدولي في هذا المجال يؤكد أنه “كان لا يلبي مستوى الطموح في السابق، الا أنه أصبح في الشهرين الماضيين يتعامل بجدية معنا في تحديد مواقع العدو ومعالجتها، من خلال غرفة عمليات مشتركة بقيادتي وتنحصر فيها صلاحية إعطاء الضوء الأخضر للقصف ومعالجة الأهداف بي فقط، خشية استهداف الخاطئ”.
وبشأن حجم التعاون بين وزارة الدفاع والحشد الشعبي، يؤكد قائد عمليات صلاح الدين، أن “وزارة الدفاع تتولى تقديم المساعدات لبعض فصائل الحشد الشعبي، وتقدم لهم أسلحة ثقيلة وكل ما تتطلبه المعركة”، لافتا الى “تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين قادة الحشد والقادة في وزارة الدفاع، وجهاز مكافحة الارهاب، ومقرها في منطقة المزرعة للتباحث من أجل وضع الخطط والهجوم على مواقع التنظيم”.
ويتابع أن “الطيران الحربي العراقي، ومن خلال معلومات استخبارية زود بها من قبل عمليات صلاح الدين تمكن من تدمير مجسرين اثنين على نهر دجلة، كانا المورد الرئيسي لتنظيم داعش في نقل مقاتليه، وإيصال المساعدات العسكرية”، مشيرا الى أن “استعادة بيجي هي الحلقة الأولى والممهدة لاستعادة الموصل بسهولة”.
ويشير الى أن “تنظيم داعش يدافع بقوة عن بيجي لأهميته الستراتيجية، كونه الرابط بين كركوك وحديثة وبغداد والموصل، وكذلك طبيعة الأرض المفتوحة، وعند خسارة بيجي لايستطيع ان يدافع عن الشرقاط الذي ستكون عملية استعادته أسهل بكثير من بيجي”.