صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

حرس الحدود لـ(العالم الجديد): أبراج المراقبة مع السعودية متباعدة وغير مؤمنة وعناصرها لا تملك أي اتصال بالقيادة

  العراق الذي يتعرض لهجمة ارهابية غير مسبوقة منذ اشهر لا يبدو انه حصّن حدوده بما يكفي، وهذا ما فتح المجال أمام تسلل العناصر المسلحة جيئة وذهابا، وزاد من صعوبة مسك الأرض بالنسبة لقوات حرس الحدود التي تعيش حالة من التفكك والضياع، لاسيما تلك الممتدة مع الجارة الجنوبية الغربية السعودية

 

العراق الذي يتعرض لهجمة ارهابية غير مسبوقة منذ اشهر لا يبدو انه حصّن حدوده بما يكفي، وهذا ما فتح المجال أمام تسلل العناصر المسلحة جيئة وذهابا، وزاد من صعوبة مسك الأرض بالنسبة لقوات حرس الحدود التي تعيش حالة من التفكك والضياع، لاسيما تلك الممتدة مع الجارة الجنوبية الغربية السعودية.

 

“العالم الجديد” تابعت ظروف الحياة التي تقاسيها عناصر قوات حرس الحدود المرابطة في مناطق نائية عن بعضها، ويتم ارسال الماء والغذاء لها بصعوبة بالغة. إذ تبين من خلال اتصال هاتفي مع أحد كبار مسؤولي قوات حرس الحدود “المنطقة الخامسة” التي تمتد من غرب العراق على الحدود مع الاردن نزولا الى البصرة، ومرورا بالشريط الحدودي مع السعودية، أن “عدة كيلو مترات تفصل بين نقطة وأخرى، إضافة الى أن الطرق المؤدية الى النقاط الحدودية جميعها طرق ترابية تعيق الحركة، فيما يحتاج حرس الحدود الى سرعة الاستجابة في حال حصول أي طارئ”.

 

وحول الأوضاع على الحدود العراقية السعودية في ظل تكاثف عناصر (داعش) في المناطق المتاخمة للحدود السورية والأردنية والسعودية، أضاف المسؤول الكبير الذي رفض الكشف عن هويته، في حديثه لـ”العالم الجديد”، أن “الأمور ليست على ما يرام، وهناك ثغرات كبيرة في قوات حرس الحدود لم تعالج للأسف الشديد.

 

وأوضح أنه “بين برج مراقبة وآخر على الحدود العراقية السعودية مسافة لا تقل عن اربعة كيلو مترات، ولكل خمسة ابراج يوجد هناك ملحق يبعد عن الحدود والابراج مسافة خمسة كلم”، مبينا أن “إحدى أهم العقبات هي عدم وجود طرق معبدة أو مهيأة لحركة المركبات، بل إن الطرق البينية ترابية ووعرة جدا”. وأكد المصدر المسؤول في حديثه لـ”العالم الجديد”، أن “المشكلات التي تواجه حرس الحدود هي الطرق السيئة، فكثيرا ما تتعطل المركبات، ناهيك عن انه في كل برج يرابط شرطيان فقط في معظم الاحيان”، لافتا الى أنهما “لا يمتلكان وسائل اتصال بالقيادة، ويعانيان من ضعف جميع شبكات الاتصال”.

 

مصدر مسؤول في قوات الحدود، عضّد رأي المسؤول الحدودي أعلاه، وقال لـ”العالم الجديد”، أن “الحدود العراقية السعودية غير مؤمنة بشكل جيد، ولا توجد عوائق حدودية أمام المتسللين سوى شق صغير يمتد لمسافة معينة فقط، ومن السهولة بمكان تجاوزه”. وأردف المصدر الذي رفض هو الآخر كشف هويته أن “تلك المعوقات والظروف الصعبة لعناصر حرس الحدود تدفعهم الى غض النظر في بعض الاحيان عن القيام بواجباتهم، واتخاذ ما يلزم، خوفا من أي ردة فعل لا يمكن السيطرة عليها”، لافتا الى أن “الظاهرة تفاقمت بعد قيام الجهات المعنية بنقل قوات من حرس الحدود المرابطة في المناطق الجنوبية الى المناطق الغربية الساخنة، كونهم (العناصر) لا يعرفون تضاريس تلك المناطق، ولا يتمتعون بعلاقات قرابية أو صداقات متينة مع أبناء العشائر القاطنة هناك، والتي ربما تؤمن لهم حياتهم في حال تعرضهم الى خطر يفوق دفاعاتهم”.

إقرأ أيضا