فسد نشطاء افتتاح معرض كان من المقرر أن يُفتتح في إحدى ضواحي باريس، يستعرض امتهان بعض البيض لإنسانية السود، وتتمحور لوحات المعرض حول اشخاص حقيقيين من ذوي البشرة السوداء.
فقد عارض النشطاء افتتاح المعرض المذكور ” إكزيبت بي” في مسرح جيرار فيليب في بلدة سان-دني، الذي انتظره جمهور الفنان الجنوب افريقي بريت بايلي، لاستعانة الأخير بمساعدين من افريقيا السوداء.
هذا وقد قرر القائمون على المعرض تغيير مكان افتتاحه، على أن يتم ذلك في وقت لاحق من الشهر الجاري.
ورأى المناهضون للمعرض أنه عنصري ، فيما يؤكد الفنانون والمنظمون لـ “إكزيبت بي” العكس ويقولون أن اللوحات التي استفزت النشطاء ترمي إلى نقل هذه الصورة بهدف “التنديد بنظام التمييز العنصري المرعب الذي كان يُمارس في فترة ليست بعيدة جدا عن عصرنا، كان فيها البيض يستعملون السود في عروض ترفيهية”.
حول هذا الأمر قال مدير المسرح جيرار فيليب جان بيلوريني: “قدمنا العرض مرتين رغم ضغط المتظاهرين، 20 دقيقة في كل مرة. ثم اضطررنا لإلغاء الفقرات الافتتاحية الأخرى أمام تعذر الدخول على الجمهور”. فيما صرح المؤرخ المتخصص في الامبراطورية الاستعمارية باسكال بلانشار بأن المعرض من نوع خاص، وإنه إخراج يُظهر دون أقنعة الأوضاع المماثلة لتلك التي كانت توجد في أوروبا في الفترة بين 1850 و1940.
أما وجهة نظر المعترضين فعبر عنها أحد هؤلاء بحديثه عن المعرض والمشرفين عليه قائلا إن العرض “يستغل ذاكرة أجدادنا للانتفاع بالمال.. والسود يقولون لهم لا”.
يُذكر أن “إكزيبت بي” عُرض في العام الماضي في فرنسا ولم يثر أي نوع من الجدل في حينه، على عكس رد فعل جمعيات بريطانية أطلقت فعاليات لحظر منعه في لندن في سبتمبر/ايلول الماضي.
هذا ونشرت جمعيات فرنسية حملة في موقع “سانكاتر” تطالب فيها بمنع عرض “إكزيبت بي” ، وقد نجح القائمون عليها بجمع قرابة 20 ألف توقيع تأييدا لها، فيما أعلنت وزارة الثقافة الفرنسية وجمعيات محلية مناهضة للعنصرية عن موافقتها على المعرض “باسم حرية التعبير”
ويقول بلوريني: “أفهم الألم الذي يشعر به البعض، لأن هذا الجرح مازال ينزف. لكن أي طرح فني يجب أن يظل كما هو، فعندما أقرأ كتابا ولا يعجبني، أتوقف عن القراءة، ولكن لا أحرقه”.