فروع مصرف الرشيد ببغداد تقدم 3 ساعات يوميا فقط كخدمة لمراجعيها.. والمالية النيابية تعد بالتحقيق

وقفت أم سعد (65 عاما) أمام أحد فروع مصرف الرشيد المنتشرة في بغداد، وهي تنفض…

وقفت أم سعد (65 عاما) أمام أحد فروع مصرف الرشيد المنتشرة في بغداد، وهي تنفض يديها ندما وإحباطا من مجيئها بسبب سوء معاملة الحراس والاداريين، وإغلاق الباب بوجهها أثناء ساعات الدوام الرسمي.

 

وتشكو أم سعد في حديثها لـ”العالم الجديد” التي تفقد مندوبها عمل فرع المصرف الواقع قبالة وزارة الثقافة في شارع حيفا وسط العاصمة بغداد، قائلة “جئت من مكان بعيد ودفعت الى سائق التاكسي 5 آلاف دينار (نحو 4 دولارات)، لأجد المصرف قد أغلق في هذه الساعة (12 و30 دقيقة ظهرا)”.

 

وتضيف الحاجّة الستينية “على الرغم من توسلي الشديد بالحراس من أجل إدخالي للمصرف وإكمال معاملتي لاستلام راتبي التقاعدي، إلا أنهم رفضوا ذلك، متحججين بصدور أوامر من المديرة بضرورة غلق الباب أمام أي مراجع في هذا الوقت”، مشيرة الى أن “ذلك سيكلفني 5 آلاف دينار أخرى كثمن لسيارة الأجرة من أجل عودتي الى المنزل، ما يعني أني سأعود مرة ثانية وانا بهذا العمر، وسأدفع 10 آلاف دينار أخرى لسيارة الأجرة ذهابا وإيابا من ما تبقى لدي من مال هذا الشهر”.

 

نفر آخر من المراجعين كانوا يستعدون للمغادرة خائبين، قبل أن تحدث مشادة كلامية بين أحد المراجعين وهو شاب ثلاثيني، وبين اثنين من الحرس اللذين أغلقا الباب بوجهه وطالباه بالعودة من حيث أتى وإلا فانهما سيطلبان من (قوات عمليات بغداد) المجيء لاعتقاله، الأمر الذي أثار الشاب وعلا صوته.

 

العالمالجديد22
أحد المراجعين أمام فرع مصرف الرشيد في شارع حيفا وسط بغداد (العالم الجديد)

 

وحين بادرناه بسؤال عن ما جرى انفجر غاضبا بالقول إن “تلك ليست المرة الأولى بل إن هذا المصرف وغيره من الفروع على هذا المنوال منذ سنوات، وأنك اذا جمعت ساعات دوام موظفيه فانها لا تتعدى الثلاث أو الأربع ساعات في اليوم، لأن الدوام الفعلي وتقديم الخدمة للمراجعين تبدأ عند الساعة الثامنة والنصف صباحا، وتنتهي عند الثانية عشر، بحجة إغلاق الصندوق”.

 

ويردف “قدمت الى هنا بعد نحو ساعتين من السير وسط الازدحامات، وحين وصلت الى هنا بعد الساعة 12 ظهرا بقليل، قيل لي بأن الباب مغلق بأمر المديرة، وهذا ما أثارني، إذ متى سوف أتمكن من المجيء مرة أخرى، وأنا لدي عمل في مكان آخر”.

 

من جهتها، وعدت اللجنة المالية النيابية بفتح تحقيق مع ادارة المصرف حول عدم الالتزام بضوابط الدوام الرسمي، حيث يقول عضو اللجنة المالية النيابية حسام العقابي إن “الدوام الرسمي لدوائر ومؤسسات الدولة هو سبع ساعات، ولابد لجميع موظفي الدولة الالتزام بهذا النظام”، مشيرا الى أن “ما تحدث عنه عدد من المواطنين من إغلاق أحد مصارف الرشيد عند الساعة 12 ظهرأ أمام المراجعين أمر غير مقبول، وسيتم فتح تحقيق بذلك”.

 

ويضيف العقابي في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “اللجنة ستبلغ مدير مصرف الرشيد محمد عبد الوهاب عن تصرف إدارة أحد فروع المصرف في شارع حيفا بمنطقة العلاوي”.

 

من جانبها، شددت عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية نجيبة نجيب على “ضرورة الالتزام بالدوام الرسمي، واحترام مراجعي المصارف الحكومية”.

 

وتقول نجيب في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “اللجنة ستفتح تحقيقا خلال الأيام القادمة مع إدارة مصرف الرشيد حول عدم التزام الأخير بالدوام الرسمي”، مؤكدة أن “ذلك يعد خرقا فاضحا لقانون الدوام الرسمي في الدولة العراقية”.

 

وتبين أن “هناك بطءا كبيرا في جميع المصارف التي لا تزال تعمل بالنظام القديم”، مشددة على “ضرورة معالجة نظام المصارف الذي لا يواكب عمل المصارف الدولية والضحية هو المواطن”.

 

 

إقرأ أيضا