سقوط مدينة الرمادي المدوّي بيد تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، وانسحاب القطعات العسكرية العراقية منها في ايار مايو الماضي، سرق الأضواء عن العديد من صفحات الصمود التي سطرتها قوات في الجيش العراقي المرابط في عدد من أحياء محافظة الأنبار.
ومن بين تلك القصص، ما يرويه جنود ينتمون الى الفوج الثاني، من اللواء الاول التابع للفرقة الاولى- جيش عراقي، والذي لايزال يرابط في ناظم الثرثار على الرغم من سقوط معظم القطعات التي ترابط شمال محافظة الانبار.
ويقول أحد جنود الفوج خلال اتصال هاتفي مع “العالم الجديد” إننا “نرابط في ناظم الثرثار تلك المنطقة الحيوية، ونحن صامدون حتى الان على الرغم من سقوط جميع القطعات العسكرية المرابطة في مناطق شمال الانبار،بما في ذلك قيادة عمليات الانبار”.
ويضيف الجندي الذي رفض الكشف عن هويته “نحن نتبع الآن قيادة عمليات بغداد بعد انهيار قيادة عمليات الانبار، ونتواصل مع طيران الجيش والقوة الجوية العراقية من اجل تقديم الاسناد اذا ما تعرضنا لأي هجوم من قبل تنظيم داعش”، لافتا الى “حدوث تحسن كبير في فاعلية الغطاء الجوي في الفترة الاخيرة”.
من جهته، يتحدث جندي آخر قائلا إن “الغطاء الجوي ساهم بشكل كبير في تدمير أرتال لداعش قامت بشن هجوم علينا، وكذلك قصف اليات مفخخة كبيرة، بما فيها جرار مفخخ كان متوجها نحونا”.
وحول طرق الامداد مع قيادة العمليات يشير الجندي الذي رفض الكشف عن هويته هو الآخر الى أن “الدعم والاسناد، والميرة، والسلاح، والذخيرة، بالاضافة الى نزول والتحاق الجنود يتم عبر النقل الجوي الى قاعدة التاجي، أو الحبانية أو حتى مطار المثنى، وذلك لأن جميع طرق الامداد البرية مقطوعة”.
يشار الى أن ذلك التحسن الملموس على صعيد الدعم الجوي جاء بعد سلسلة من الأخطاء والتلكؤات التي رصدت بعضها “العالم الجديد” خلال تواصلها مع مختلف التشكيلات العسكرية المنتشرة على طول خطوط التماس مع تنظيم “داعش”، حيث كانت القطعات العسكرية المرابطة على الارض تشكو من عدم الاستجابة بتوفير الغطاء الجوي لأي طلب استغاثة، وأن هناك مواقع سقطت بسبب غياب الغطاء الجوي في الوقت المناسب”.