قائد شرطة الأنبار: القوات الأمنية تعزز قطعاتها البرية لتطهير محيط عامرية الفلوجة وصولا للكرمة والصقلاوية

لجأ حاتم صالح، عندما اندلعت المعارك الضارية في الأنبار نهاية العام الماضي، إلى ناحية العامرية…

لجأ حاتم صالح، عندما اندلعت المعارك الضارية في الأنبار نهاية العام الماضي، إلى ناحية العامرية في قضاء الفلوجة، فارّاً من القصف العشوائي والاشتباكات المحتدمة، إلا أنه فرّ بأسرته المكونة من 8 أفراد من الناحية التي تعاني حصاراً منذ أسابيع إلى وسط الرمادي، ولا يعرف أين يسكن هذه المرّة.

 

“اشتدت المعارك حول العامرية وأخشى أن تقترب أكثر من مركز الناحية”، يقول صالح.

ولم يكن صالح وأسرته لوحدهما، حيث تتبعهم عشرات الأسر الأخرى وهي تهيم على وجهها باحثة عن مكان أكثر أمناً.

وضع حامد رأسه بين يديه وبدا يائساً وهو يردّد “المشكلة لا أحد يهتم بنا نحن الأهالي الذين لا ذنب لنا في ما يجري (..) ولا نعرف أين نتوجه”.

 

وتعيش محافظة الأنبار، التي يقول مسؤولون فيها إن تنظيم (داعش) الإرهابي يسيطر على نحو 80 بالمائة من مساحتها، أياماً مأساوية مع تصاعد حدّة القتال بين القوّات الأمنية ومسلحين عشائريين ينتمون إلى تنظيمات خارجة عن القانون.

 

وتحوّل قضاء الفلوجة، الذي كان من المفترض أن يصير محافظة، إلى حطام بعد أن تحصّن فيه إرهابيو (داعش) منذ أكثر من 9 أشهر. ويهاجم الإرهابيون ناحية العامرية بغرض السيطرة عليها.

 

وقال مصدر أمني في شرطة الناحية إن “هناك إمدادات عسكرية تتوالى إلى (داعش) من الموصل وتكريت لتعزيز قدراته في الهجوم على العامرية”.

 

وذكر في حديث لـ”العالم الجديد”، “تمكنت القوات الأمنية من قتل العديد من عناصر (داعش) في الهجوم الذي شنه التنظيم على الناحية قبل أيام (..) وهو يسعى إلى معاودة الهجوم مجددا”.

 

وقال اللواء الركن كاظم محمد الفهداوي، قائد شرطة الأنبار، إن قواته قتلت 70 عنصرا من تنظيم (داعش) في معارك تطهير محيط عامرية الفلوجة بينهم عرب وأجانب الجنسية.

ولفت إلى أن “القوات تعمل على تعزيز القطعات البرية لتطهير المناطق المحيطة بعامرية الفلوجة وصولا الى عمق مناطق الفلوجة والقرى والنواحي التابعة لها منها الكرمة والصقلاوية”.

 

وبين الفهداوي أن “تنظيم (داعش) الإرهابي تكبد خسائر فادحة وجسيمة في الساعات الماضية وهناك تحرك ودعم كبير من مقاتلي العشائر لتطهير مناطقهم من الإرهابيين”.

 

إلا أن فالح العيساوي، نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، شخّص عدم وجود الدعم الحكومي الكافي لردع التنظيم عن محاولته لاقتحام الناحية.

 

في الغضون، أعلن الدكتور أحمد الشامي، رئيس الأطباء المقيمين في مستشفى الفلوجة التعليمي، أن عدد القتلى والجرحى بين المدنيين في الفلوجة خلال 10 أشهر من المعارك وحتى اليوم وصل 1330 قتيلا و3010 جرحى.

وأصرّ الشامي في اتصال مع “العالم الجديد” على أن “القصف العشوائي لقوات الجيش (..) تسبب بوقوع هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى بين المدنيين”، في وقت تقول مصادر أخرى أن الإرهابيين قتلوا الكثير من المدنيين.

 

وقال العميد الركن محمود الجغيفي، آمر فوج طوارئ عمليات الجزيرة والبادية، إن “(داعش) يحشّد لاقتحام حديثة بعد أن فشل في ذلك خلال الأشهر الماضية”.

 

وصرّح الجغيفي لـ”العالم الجديد” بأن “فلول (داعش) يحضرون لاقتحام المدينة ونقل الدبابات والدروع بالقرب من محيط مداخل المدينة وهم يمتلكون أسلحة وصواريخ ومعدات حديثة”، مستدركا “لكنهم سيفشلون بكل هجوم يستهدف مدينة حديثة التي تقف عشائرها وأبناؤها بوجه دولة الخرافة”.

 

إقرأ أيضا