بعد سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم “داعش” في حزيران يونيو الماضي، من دون أن تشهد مقاومة تُذكر، أدّت فتوى “الجهاد الكفائي” للمرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني إلى تشكّل نواة الحشد الشعبي المتمثل بعدد من الألوية القتالية ومن بينها لواء العلقمي، الذي تدعمه العتبة العباسية في محافظة كربلاء.
لواء العلقمي كان أحد الألوية المُناطة بها حماية مدينة كربلاء، والذي انتشر المتطوّعون فيه على مساحة 17 كلم في حدود المدينة، خشية من تعرّضها لهجمات من قبل التنظيم المتطرّف.
وقد تطوَّر الأمر، بعد أن شهدت كربلاء عدد متطوعين كبير، إلى تشكيل فرقة العباس القتالية، والتي تدعمها العتبة العباسية أيضاً، وتنسّق مهامها مع هيئة الحشد الشعبي في محافظة كربلاء.
وتحدّث ميثم الزيدي، القيادي في فرقة العباس القتالية، عن بدايات تشكيل فرقة العباس القتالية بالقول إن “التشكيل يعود لصيف العام الماضي بعد سقوط الموصل، البداية كانت من لواء العلقمي الذي يتشكل معظمه من أبناء المحافظات الجنوبية، وممن يربطون مع العتبات المقدسة عن طريق المواكب الحسينية”.
وأشار الزيدي، في حديث لـ”العالم الجديد”، إلى أن “مهمة القوة في البداية كانت تقتصر على تأمين الحماية لمدينة كربلاء، وكنا نتمركز على حدودها، وخصوصا من الجهة الغربية، حيث توزعت القوات في عمق الصحراء بطول 17 كلم بالتنسيق مع الجيش وقوات الحدود، اما اليوم فالامور اختلفت كثيرا”.
واستطرد الزيدي “الفرقة توسعت في عملها من حيث العدة والعدد، فبعد تامين كربلاء توسع العمل بالتنسيق مع قوات الحشد الشعبي المتقدمة في المناطق الساخنة”.
وعن طبيعة هذا التوسع في عمل الفرقة، أوضح الزيدي “انتقلنا من الدفاع الى الهجوم، وشاركنا في عمليات آمرلي، جرف النصر (الصخر)، وحزام بغداد ثم سامراء والاسحاقي والدجيل وسيد غريب، وقواطع اخرى”.
ووفقاً للقيادي في فرقة العباس القتالية، فإن “الفرقة تتكون في الوقت الحالي من اربعة الوية، اضافة لقوات صاعقة”.
وقال الزيدي إن “بعض الالوية شكلت بهدف مسك الارض في جنوب صلاح الدين المجاورة لقضائي بلد والدجيل، وتطهير بقية المناطق التي لازالت تحت سيطرة المجاميع الإرهابية”.
ويقع مقر الفرقة في مدينة كربلاء، لكن لها مكاتب في محافظات الوسط والجنوب باعتبار ان تلك المناطق هي المغذي الاساس لكوادر الفرقة، بحسب الزيدي. ولا تتلقّى الفرقة أموالاً من جهات سياسية.
وأوضح الزيدي أن “الفرقة مستقلة لا تتبع جهة سياسية لكنها تعمل بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وبتوجيهات المرجعية الدينية للسيد علي السيستاني”، مؤكدا أن “الداعم الأساس للفرقة هو العتبة العباسية”.