في كراس أصدره “الحزب الشيوعي” بمناسبة مرور عام على عقد الحزب مؤتمره الرابع، تحدث “عزيز محمد” عن قضية الكفاح المسلح فقال نصا: “البعض يحاول تصوير القضية على النحو التالي: لولا الكفاح المسلح لكان الحزب بخير ولو لم يخض الحزب الكفاح المسلح لكان يستحق كذا وكيت، ماذا كان الحزب يستحق بدون الكفاح المسلح؟ لولا الكفاح المسلح لكنا في وضع آخر لايمكن ان اصفه الا بنعوت قاسية” والرجل يعبر هنا عن الحقيقة كما هي، فما يطلق عليه هو تسمية “الكفاح المسلح”، لم يكن سوى المخرج الوحيد الذي كان متاحا امامه بعد طرده من جنة صدام حسين، الحليف الذي سيصبح من هنا فصاعدا العدو “الفاشي”.
وبينما كانت الأصوات تتعالى وقتها، والصدور تغلي مليئة بالضغينة ضد قيادة “عزيز محمد” ويده الضاربة/ منفذ المهمات القذرة، الذي عمد “عزيز محمد” وبعد لأي، لتبرئته من تهمة العمل مع الأجهزة الأمنية، وحولة الى سكرتير خاص و “وجه كباحة يقطر صلافة” أيام الجبهة وازدهارها/، حين كان “عزيز محمد” يتوسل بالآخرين ويمثل دور البتريارك الابوي، قبل ان ينقلب الى دكتاتوربعثي كردي، يمارس السجن والتعذيب والقتل بحق الشيوعيين، ويطرد ثلتي أعضاء قيادة الحز ب من اهل الجنوب، ماعدا الامعة خدنه من أيام انشقاق راية الشغيلة عام 1953 عبدالرزاق الصافي( أوصى المرحوم سلام عادل مسوؤلا رئيسيا في الحزب، بعدم ترشيح الصافي وقتها للجنة المركزية، بسبب بلادته، وانعدام حيويته الفكرية، وهو ومعه مجموعة كربلاء من مهدي عبدالكريم واخرين هم من ظلوا في الحزب، من اهل المناطق غير الكردية يعملون كشهود زور، وخدم، بالمقابل، وبينما كان الضبع القذرهتاك الاعراض وممارس عمليات التسقيط بحق الكوادر، وقاطع الارزاق، وسارق مال الحزب، المثبت بحقه تعاونه مع أجهزة الامن منذ هربه من سجن الكوت، ومواقف ضعف لاحقة / باء لمعلومة ابلغني إياها باقر إبراهيم وكان المتدخل المباشر والمقرر فيها /، علما بان معلومات متواترة تشير لعلاقته المزدجة بالكي جي بي، وبالاجهزة العراقية، مما كان يضعه في صلب مهمة التصفية التي جاء “عزيز محمد ” لينفذها)؟.
هذا في حين طرد ماجد عبدالرضا بحجة انه كتب مقالات باتفاق مع الامن الصدامي ابان اعتقاله عام 1979 ، وطرد ثابت حبيب العاني لان “ثمة قضية بينه وبين الحزب” ـ كما جاء في التبريرات المساقة، والمعروف انه سبق وبرء من تهمة التعاون مع الأمن بعد اعتقاله عام 1971 ،وطرد محمد نائب عبدالله، لانه ( أوقف لدى الامن، وتعهد بالتعاون معهم ولم يبلغ الحزب بذلك، الا بعد فترة من الزمن) وكان لابد من طرد “بهاء الدين نوري” الخصم القديم منذ أيام انشقاق”القاعدة” و”الشغيلة” في الخمسينات، يوم كان بهاء يسمي جماعة عزيز محمد “عملاء البلاط” ، في حين أسندت سرا لعبدالرزاق الصافي مهمة قيادة الجهاز الأمني المخابراتي للحزب الشيوعي العراقي!!، على الاغلب لـ”شدة ذكائه وروحه المبادرة الخلاقة وحنكته المشهودة”:
وهذه هي قائمة المطرودين والمعفيين من مهامهم القيادية في اللجنة المركزية والمكتب السياسي، تتضمن 20 اسما، مع الأسباب الموجبة للاعفاء او الطرد كما تمخض عنها المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي المنعقد في 10 ـ15 تشرين الثاني 1985 في قرية “زويكه” الكردية التابعة لمحافظة أربيل بحضور ( 128) مندوبا:
عامر عبدالله العاني (لبروز اتجاهات يمينية مغايرة لنهج الحزب)
باقر إبراهيم احمد الموسوي (اعتذر عن الترشيح بنفسه)
بهاء الدين نوري (طرد من الحزب لانشقاقه عنه)
مكرم جمال محمد علي الطالباني
عبدالسلام عبدالعزيز الناصري
مال الله الناصري.
عبدالامير عباس عبد.
(لتركهم العمل في الحزب وبقائهم في بيوتهم منذ عام 1978)
عائدة ياسين مطر حسين.
محمد جواد طعمه البطاط.
(موقوفان لدى الامن)
عادل سليم مصطفى (متوفي)
ماجد عبدالرضا النوري: ( لنشره مقالات بالاتفاق مع الامن عند توقيفه عام 1979)
نوري عبدالرزاق حسين البياتي ( ذو اتجاهات يمينية لاتنسجم وفكر الحزب)
محمد نائب عبدالله محمد صالح: ( أوقف لدى الامن وتعهد بالتعاون معهم ولم يخبر الحزب الا بعد فترة من الزمن)
محمد حسن الشيخ مبارك (لاتجاهه بالضد من الحزب)
حسين سلطان حمادي صبي.
عمر محمد الياس سري.
احمد محمد خضر اربيلي.
ناصر عبود خلف القطراني.
د . عزيز وطبان.
(لضعف قيادتهم وضعف شخصيتهم)
ثابت حبيب العاني: (لوجود قضية بينه وبين الحزب)، والقضية هي اتهام بالتعاون مع الأجهزة الأمنية منذ توقيفه عام 1971/ مع انه بُريء منها من قبل الشخص الذي ابلغ الحزب نفسه وهو عامر عبدالله، الذي سمع صدفة بحكم منصبه كوزير دولة، وعرضا، شيئا من هذا القبيل، عاد لاحقا وقال انه تأكد بانه غير صحيح (معلومات خاصة من قيادي حزبي كبير)
وفقد بهذه المناسبة وبـ”الانتخاب” عضويتهم في المركز القيادي كل من:
جاسم محمد الحلوائي.
عبدالوهاب طاهر.
نزيهه جودة الدليمي.
عدنان عباس.
فاتح رسول .
بشرى عبدالجليل برتو.
زكي خيري سعيد .
يوسف حنا القس.
هذه المجزرة الكبرى التي لم تستثن سوى امعتين او ثلاثة من أبناء الجنوب وبغداد والفرات الأوسط، أي كل تجربة وخبرات “الحزب الشيوعي العراقي” وتاريخه العتيد، انهت الصفة الوطنية للحزب، وحولته الى كيان سياسي قومي كردي، كان يأمل بعد ان سطى على قيادة الحزب عام 1964 راكبا حصان مجزرة شباط 1963، بالتحول الى بعث كردستان بالوكالة عن حزب البعث الحاكم، وبالتحالف، لا بل الاندماج معه على “طريق بناء الاشتراكية”، الى طرد ثلثي أعضاء قيادة الحزب، بعد اتهام اغلبهم بـ”اليمينية”، أي برفض الانقلاب البعثي الكردي الفوري، على حليفه، البعث الصدامي، انقلابا لا يتناسب مطلقا مع درجه الاستخذاء والحماس للتحالف معه قبل ان تتبدل الظروف، ويصير الحليف غير لازم وغير ضروري اونافع.
كانت تلك قفزة في الفراغ، محسوبة ومقدرة من قبل عصابة، كانت تسعى لتدمير الحزب قبل تركه بعد سرقته من قبل مهزومين جهلة، تخيلوا انهم سيكونون أعضاء نافعين ضمن تدبيرية دولية مقدرة للعراق، غرضها كبح جموحه وتدفق حيويته المتجاوزة للتقديرات الاستعمارية وسقوفها المعتادة، وماكان لهؤلاء باي معنى بحكم كينونتهم وبنية تفكيرهم وماضيهم (ثمة إشارات تذكر حول علاقات للسكرتير المبجل، ترجع للخمسينات ايام السجن، مع شخصية صهيونية كانت مسجونة في الفترة نفسها، وربطتها بالسكرتير علاقة وطيدة، ولا نميل ونحن نذكر هذه الواقعة لتبنيها، لكن من المفيد ذكر كل ماهو متداول في مسار ومحطات تاريخ شخصية لعبت مثل هذا الدور التصفوي الخطير).
لكنه من الصعب تماما ملاحظة سلوك هذا الشخص ودوره هو والضبع الخسيس “شريف روما” يده اليمنى، ومنفذ المهام القذرة التي تستدعي اقصى ما يمكن تصوره من القذارة، فالمجزرة التي ارتكبها المدعو “عزيز محمد” بحق الحزب الشيوعي العراقي العربي ويا للصدفة، تشبه تماما تلك التي ارتكبها حليفه صدام حسين قبله بحق رفاقه، حين ذبحهم وهو يبكي في المؤتمر الشهير الذي عقده وقتها، انما من دون بكاء ولا قتل على يد رفاقهم هنا، فـ”عزيز محمد” لايبكي، وهو ليس انفعاليا، بقدر ما هو مجرد كليا من اية عواطف او أحاسيس، بامكانه ان يكون اليوم على شاشة التلفزيون مع احمد حسن البكر، يعلن بان “طموحه التحالفي لاحدود له وانه ينوي”بناء الاشتراكية تحت رايه البعث وصدام حسين” كما يمكنه ان يكون يوم غد ثوريا كاذبا ودجالا “للكشر”، يطرد أعضاء “اللجنة المركزية والمكتب السياسي” بالجملة، لانهم “يمينيون” لايؤمنون بكفاحه المسلح الكردي الكاذب، والذي ركبه فقط للهرب من عقابيل سياستة الاندماجية الفاشلة مع البعث، ولأنه يريد تصريف النقمة المتعاظمة ضده، بعد طرد صدام له واستغنائه عن خدماته.
لم يكن “عزيز محمد” ابدا ليجرؤ، على إزاحة أي من أعضاء قيادة الحزب، او حتى ان يقول له ” فوك عينك حاجب” قبل تلك اللحظة الاستثنائية، فهو معروف بالتسووية والوسطية، والميل للترضيات، بما يجعل من قفزته “المسلحة ” غاية في الغرابة والفهلوة غير المنتظرة، والدجل باحط صوره، وهي لابد قد وصلته او دخلت قناعته من مصادر خارجه، لكنها على كل حال، لايمكن ان تكون من قبيل تصرف النبلاء وكريمي الخلقمع أناس اصبحوا ضيوفا عليه، بقدر ماتنتمي لعالم الخسة والاستغلال اللئيم للحظة الحرجة، بينما أبناء الحزب الجنوبيين بين ناري، قسوة صدام وبطشه الذي لايرحم، وكفاح عزيز المسلح الكردي غير الوطني، انها بعرف العرب العراقيين من أهل الجنوب “ولية مخانيث”، لايمتون بصلة لا للاخلاق العراقية ولا للمباديء التي يعتاشون عليها، ويتاجرون بها، ولا قطعا للوطنية باي قدر او درجة.
فكيف اذا كان الامر يتعلق بالشيوعية، وبحزب التضحيات والشهداء، وبالاستقامة التي يدعي المؤتمر/ المجزرة الخيانية الخنيثة، انه يريد تسييدها بطرد من هم “غير مستقيمين”، ويمينيين، ومتعاونين مع الأجهزة الأمنية، اليس هذاسلوك عصابة، ومافيا سياسية، تمتهن احقر الوسائل المنحطة باسم المباديء، وتتلبس لباس التضحيات والشهداء لتحتقرهم وتزدري في داخلها ذكراهم عمليا وتدوس عليها.