بديهيا انه لا يمكن لكل من يستخدم الشبكة العنكبوتية الانترنت كبيرا كان او صغيرا الاستغناء عن سلطة محرك البحث “غوغل”، ان العم غوغل او “العم غول” حاجة يومية ملحة جدا، كيف لا ؟! وهي تضع العالم باسره امام عينيك بنقرة “زر”. السرعة والدقة في تقديم المعلومة على طبق من ذهب خدمة يسيل لها لعاب الجميع حتى لو علم بعض ذلك الجميع ان لغوغل دوافع كثيرة بعضها مرتبط بأمن المعلومات وتجاوز الخصوصية ومآرب اخرى امنية مثيرة للجدل.
غوغل جعلت من الخرائط، الصور، المواد الفلمية والمعلوماتية في متناول الجميع، هناك مؤسسات علمية، شركات او باحثين يعنيهم كثيرا الاطلاع على قواعد البيانات التي توفرها غوغل في اي من مجالات المعرفة، وكذلك الاطلاع على مزاج واهتمام المستخدمين في كل رقعة جغرافية بين موسم او اخر من مواسم السنة هناك امور لها سياق علمي تجاري بحثي طبيعي جدا، لكن بلا شك هناك توظيفات غير بريئة لقواعد البيانات، وهناك اهداف يتداخل فيها الامن السياسة والحفاظ الخصوصية. ليس خفيا ان اجهزة الامن الامريكية تستفيد كثيرا من خدمات غوغل بشكل او باخر بل تقدمت الحكومة الامريكية في بعض الفترات بطلب رسمي الى شركة غوغل من اجل الاطلاع على مسار عمليات البحث وما يطلبه المستخدمون وتفاصيل من هذا القبيل. هذه الاسباب وغيرها تدفع الحكومة الصينية مثلا الى عقد اتفاقا مع غوغل تحدد بموجبه المعلومات الحساسة التي سيكون لها وضع خاص بالبحث، وسارعت جهات اخرى الى الجلوس على طاولة المفاوضات مع غوغل من اجل رفع هذا الموقع الحساس عن الخارطة او ذاك، كل جهة تتحرك بهدف الحفاظ على خصوصية بعض الملفات الحساسة التي تعنيها. لمعظم البلدان جدل مثير مع شركة غوغل، لم تنته بعد سجالات قانونية كثيرة تخوضها شركة غوغل مع بلدان الاتحاد الاوروبي، الصين ومع بلدان اخرى ناهيك عن صراعها المفتوح مع الشركات الاخرى وملف الحقوق.
لكن ذلك الجدل القانوني والامني الطويل والمثير في نفس الوقت لا يقف مانعا على الاطلاق امام رغبة المستخدمين في الحصول على الخدمات الجمة التي يقدمها سيادة غوغل، انه موقع ذكي يجمع كل شيء ويحتفظ بنسخ احيانا عن صفحات لمواقع اغلقت واهملها اصحابها، اكثر من ذلك انه يحاول التنبؤ بما تبحث عنه ابتداءا بإكمال الكلمات التي تريد كتابتها اولا وثانيا يستقرئ المجالات التي تبحث عنها في الفترة السابقة ويحدد لك الاولويات. انك امام غول ذكي يشعرك بانك تتعاطى مع كائن حي يبادلك وجهات النظر حول العديد من القضايا، وهذا ما يدفع الغالبية الساحقة التي تستخدمه لتجاوز جميع ما يثار حوله من شبهات هنا او هناك.