تحدثت “العالم الجديد” أمس السبت، مع عناصر السرية الثانية من لواء (أبو ريشة) شرطة اتحادية، التي تتعرض لحصار خانق منذ ثلاثة أيام من قبل تنظيم (داعش) في المنطقة الواقعة على الطريق بين الكيلو 35 والكيلو 160 بمحافظة الأنبار.
وكشف المحاصرون عن قرب نفاد ذخيرتهم من العتاد والطعام، مؤكدين أن عمليات الأنبار لم تقدم لهم الدعم والإسناد المطلوبين، وأن قائد العمليات رفض تدخل لواء أبو الفضل العباس (أحد فصائل الحشد الشعبي)، والذي أبدى استعداده لفك الحصار، بحجة عدم السماح للمليشيات بالتدخل.
وتحدثت “العالم الجديد” عبر الهاتف أمس السبت، مع بعض الجنود المحاصرين في السرية الثانية- لواء ابو ريشة، إذ قال أحدهم دون القبول بالاشارة الى اسمه “تعرضنا لهجوم كبير من قبل تنظيم (داعش)، وبعض العشائر الموالية له في ناحية الوفاء، ما أدى الى سقوط الناحية، وسيطرة التنظيم على بعض المناطق القريبة، وقد انقطع الطريق الدولي ايضا منذ تلك الفترة”.
وكان اللواء تعرض لهجوم كبير قبل ثمانية أيام أدى الى سقوط ناحية الوفاء غرب الأنبار بيد تنظيم (داعش)، وبعض المناطق المحيطة، الا أن اللواء استعاد بعض المناطق مرة اخرى.
وحول انسحاب اللواء من مواقع القتال، لفت المنتسب المحاصر بالقول “نعم تخلينا عن بعض مواقعنا بسبب غياب الاسناد، ولكننا حينما انسحبنا لم نترك خلفنا جريحا او شهيدا أو حتى قطعات عسكرية أو أسلحة”، مضيفا “وعلى الرغم من غياب الإسناد وعدم تعاون عشائر المنطقة، إلا أننا استعدنا بعض المناطق التي سقطت”، وختم كلامه قائلا “نواجه ظروفا صعبة، ولا يساندنا الطيران بسبب سوء الاحوال الجوية، كما لا نملك معدات ثقيلة مثل الدبابات والهمرات والدروع”.
وأضاف منتسب آخر، لم يشأ ذكر اسمه، في اتصال هاتفي اختلط بأصوات الرصاص “حينما فقدنا صداك الدليمي (قائد شرطة الأنبار)، فقدنا شخصا مؤثرا في المحافظة، حيث كان يحفز العشائر على التعاون مع الجيش”.
وتابع في حديثه لـ”العالم الجديد”، “طالبنا بدعم من قبل عمليات الأنبار، لكنها لم تقدم لنا شيئا، وحين وصل لواء أبو الفضل العباس (أحد فصائل الحشد الشعبي)، الى المنطقة وأراد تقديم الاسناد، وفك الحصار، رفض قائد عمليات الأنبار ذلك، بحجة أن فصائل الحشد الشعبي مليشيات”.
وأردف أن عددا من زملائه “يتعرضون لحصار شديد في منطقة الكيلو 35، وليس باستطاعتنا فعل شيء لهم، وهم بحاجة الى إسناد سريع، من أجل السيطرة على الموقف قبل تفاقم الاوضاع ونفاذ الذخيرة”.
وتساءل “ما الضير في تدخل لواء أبو الفضل أو غيره في مثل هذه الحالة الخطيرة، حيث أنه سيعود قريبا من حيث أتى”، كاشفا عن “ضغوط من قبل هيئة الحشد الشعبي على عمليات الأنبار من أجل السماح للحشد الشعبي بالتدخل”.