يبدو أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جياني إنفانتينو دخل في شبكة الفساد بعد ورود اسمه في تقرير نشرته صحيفة ألمانية استنادا إلى ما باتت تعرف باسم “وثاق بنما”.
ويبقى السؤال: هل ينعم الرئيس الجديد للفيفا بمنصبه لفترة طويلة وهو القادم إليها حاملا شعار مكافحة الفساد واستعادة سمعتها ومكانتها بعد زلزال الفساد الذي هزها، أم سيكون الضحية التالية لهذه الوثائق؟
خمسة أسئلة تلخص هذه القضية:
- ماذا حصل؟
إنفانتينو الذي انتخب في فبراير/شباط الماضي رئيسا للفيفا، وقع -حسب صحيفة “سويد دويتش تسايتونغ”- عامي 2006 و2007 حين كان مسؤولا عن القسم القانوني في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، عقدا مع اثنين من رجال الأعمال المتهمين بالحصول على رشى، وهما مالكا شركة “كروس ترايدينغ” الأرجنتينيان هوغو جنكيز ونجله ماريانو اللذان حصلا على حقوق البث التلفزيوني لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ثم باعاها على الفور بنحو ثلاثة أضعاف السعر.
وكان العقد الذي وقعه إنفانتينو من بين 11.5 مليون وثيقة مسربة من شركة “موساك فونسيكا” البنمية للخدمات القانونية.
- ما هي تفاصيل العقد؟
الاتحاد الأوروبي ممثلا بإنفانتينو باع حقوق النقل التلفزيوني للشركة “كروس ترايدينغ” المسجلة في بنما، إذ اشترت الحقوق بـ140 ألف دولار وباعتها مباشرة لشبكة تلفزة من الإكوادور بـ440 ألفا.
ولهذه الشركة أيضا صلات مع عضو لجنة الأخلاق بالفيفا الأورغوياني خوان بيدرو دامياني الذي استقال بعد ورود اسمه في “وثائق بنما”.
من هما صاحبا الشركة؟
هوغو وماريانو جنكيز موضوعان تحت الإقامة الجبرية في الأرجنتين بينما يطالب القضاء الأميركي بتسليمهما لمحاكمتهما بتهمة دفع رشى لمسؤولي اتحاد أميركا الجنوبية مقابل الحصول على حقوق البث التلفزيوني، وقضايا فساد أخرى.
- ماذا قال الاتحاد الأوروبي؟
الاتحاد الأوروبي نفى ارتكابه أي مخالفة في هذه القضية، وأكد أن شركة “كروس ترايدينغ” كانت تعمل وكيل شراء لشركة “تيلي أمازوناس” الإكوادورية. وأوضح متحدث باسمه لوسائل الإعلام أن الحقوق بيعت في عملية “مفتوحة وتنافسية وشفافة”.
وتابع المتحدث أن الشركة الإكوادورية فازت بالعقد لأنها قدمت العرض الأكبر، ولكن ماذا فعلت بعدها بالحقوق “أمر لا شأن لنا به”.
ونفى الاتحاد أي علاقة مع 14 رجل أعمال ملاحقين من قبل مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (أف.بي.آي) بتهم فساد ورشى. وأضاف أنه لا يمكن مراجعة كل عقد تجاري من بين آلاف العقود سنويا. وتابع “تجري مراجعة للكثير من العقود حاليا”.
وفي بيان آخر أكد الاتحاد أن الشرطة الاتحادية السويسرية “زارت مكاتبه بموجب أمر قضائي، وطلبت الاطلاع على العقود بين الاتحاد وشركتي كروس ترايدينغ وتيلي أمازوناس”.
بماذا رد إنفانتينو؟
“أشعر بالاستياء ولن أقبل بأن يتم الشك في نزاهتي من قبل بعض وسائل الإعلام، خصوصا أنه سبق للاتحاد الأوروبي كشف كل الحقائق بشأن هذه العقود”.
وختم “أن وسائل الإعلام نفسها ليس هناك مطلقا ما يدل على وجود أي مخالفات من الاتحاد الأوروبي ومن قبلي شخصيا في هذه المسألة”.
رغم كل ما تقدم، تساءلت الصحيفة الألمانية “لماذا باع الاتحاد الأوروبي حقوق النقل التلفزيوني بسعر أقل من القيمة الحقيقية؟”.
وأشارت إلى أن الفيفا والاتحاد الأوروبي وأمينه العام السابق إنفانتينو نفوا مرارا وتكرارا أي علاقة عمل مع هوغو ومارتينو جنكيز.
لكن عندما واجهوه في مارس/آذار الماضي بالعقد الموقع بالنيابة عنه، أقر الاتحاد بأن هذا التوقيع يعود بالفعل لإنفانتينو. لكن الاتحاد القاري قال للصحيفة الألمانية بأنه لم يكن على علم حينها بأن مالكي “كروس ترايدينغ” هما هوغو وماريانو جنكيز