صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

مثقفون عراقيون يردون على (التسوية التاريخية) بمبادرة (لنبدأ الآن)

    مع نشر وثيقة “التسوية التاريخية” التي أعدها التحالف الوطني لفترة ما بعد داعش…

 

 

مع نشر وثيقة “التسوية التاريخية” التي أعدها التحالف الوطني لفترة ما بعد داعش باشراف رئيس التحالف السيد عمار الحكيم، والتي قد تنتج تسوية ملفات سياسيين صدرت بحقهم أحكام قضائية، فضلا عن آلية إنشاء الأقاليم أو توسيع قانون المحافظات، توالت ردود الأفعال حول مضمونها وتوقيت إطلاقها.

 

ومن بين ردود الأفعال تلك، ما حصل من تفاعل على صفحات المثقفين العراقيين، في رغبة منهم على ما يبدو لإظهار موقف ربما هو الأول من نوعه في تاريخ العملية السياسية الحديثة التي قادتها منذ 2003 الأحزاب والشخصيات السياسية.

 

فقد نشر الاكاديمي العراقي سعد سلوم على صفحته في فيس بوك نداءً تحت عنوان “لنبدأ الان”، بيّن فيه أهمية تقديم المجتمع المدني والمثقفين والاكاديميين تصورا في مقابل تصور السياسيين، واصفا التسوية بـ”المخاتلة”.

 

وبين سلوم انها “انها لحظة تاريخية فعلا، اذا ما كان لنا صوت فيها، وليست لحظة طائف تاريخية، بل اتفاق على تخيل لما يجب ان يكون، ولتأسيس ما هو دائم”.

 

وفيما أوضح “ضرورة تمثيل صوت المجتمع المدني بوصفه جسما عابرا لخطوط الانقسام والتقسيم”، رفض التعامل مع الشعب على أنهم مجرد كومبارس يتحرك بخيوط لامرئية”، مشددا على “صياغة رؤية في شكل ورقة مبادئ او بيان أبيض او اعلان تأسيسي من قبل الاكاديميين والمثقفين وممثلي المجتمع المدني”.

 

وحول هذا الموضوع قال سلوم في حديث لـ”العالم الجديد” أمس، ان “ما دفعني لنشر النداء هو صمت المجتمع المدني عن ابداء رأيه في التسوية التاريخية، وعدم تحركه للمشاركة في صياغتها او نشر وثيقة موازية”.

 

وأضاف “كتبت خلال العامين 2015-2016 خمس دراسات حول تصور فترة ما بعد داعش، انطوت على 140 توصية تفصيلية تتشكل منها رؤية إعادة بناء الثقة بين المكونات العراقية بعد تصدعها بسبب جرائم داعش، واعادة بناء الثقة عموديا بين الفرد والسلطة”.

 

وأردف سلوم المتخصص بالاقليات العراقية ان “هذه التوصيات تشكل خريطة طريق من خلال تبني سياسات بعيدة المدى على كافة المستويات، وقد سبق لي ان عرضتها في مؤتمر لجامعة جورج تاون بحضور ممثلين عن الدولة العراقية والاقليات ووزارة الخارجية الاميركية وجمهور من الاكاديميين الدوليين المتخصصين بالعراق والشرق الاوسط”.

 

من جانبه، كتب الروائي أحمد سعداوي ملاحظات حول نص وثيقة التسوية التاريخية، مبينا انها “مبادرة مهمة وضرورية، لكنها لا تتضمن نتائج مراجعة حقيقية للسياسات الخاطئة الطائفية والعنصرية التي ساهمت بها كل الاطراف الشيعية والسنية والكردية والتي انتجت كارثتنا الحالية. ويجب أن لا يكون “تصفير الأزمات” كما ورد في المبادرة هو نوع من التغطية عليها، لا حلها ونقدها بشكل جذري”.

 

كما اضاف سعداوي ان “المبادرة لا يجب أن تكون نوعاً من اعادة التخندق الطائفي والعرقي، وتكديس المواطنين في خانات التعريف الطائفي والعرقي، وأن تكون خطة طريق لتنشيط المجتمع المدني، الذي ينمّي المشتركات الوطنية، وتسهيل انتاج المواطنين الذين يستطيعون تعريف انفسهم بسهولة بالاستناد الى الهوية الوطنية لا المحددات العنصرية”.

 

وأكد قائلا “اذا كانت الاطراف السياسية الفاعلة التي تريد إمضاء هذه الوثيقة تسعى لترسيخ قيادتها للمجتمع، فعليها أن تعزز المشترك الوطني، من خلال اطلاق سراح القوى المدنية الفاعلة ثقافياً واجتماعياً لتقوم بدورها في (إنتاج المشترك الوطني)، لا أن تتم محاربتها بدعوى انها ضد الطائفة والعرق والدين والمذهب وما الى ذلك من اتهامات.

 

من جهته، نشر الشاعر فارس حرام الرئيس السابق لاتحاد الادباء والكتاب في النجف وثيقة التسوية التاريخية، مطالبا بإبداء الملاحظات عليها ومعلقا عليها بقوله “انها في العمق ليست سوى اعادة انتاج اتفاق الطائف بعد الحرب الاهلية اللبنانية الذي بقي بعده الجميع سالمين يديرون حتى الان عجلة الطائفية والانقسام والسيطرة على الثروات في لبنان”.

إقرأ أيضا