أصدر مجموعة من المثقفين والكتاب والاكاديميين والناشطين المستقلين يوم أمس الخميس، بيانا استنكروا فيه قانون الانتخابات الجديد، بوصفه نتيجة لما أسموه بـ”التغالب” و”تقاسم الغنائم” السائد بين الأحزاب السياسية.
ورغم صفة الاستقلال التي ظهرت من نغمة الخطاب وأسماء الموقعين عليه، الا أن مصدريه أعربوا عن تأييدهم لتظاهرت اليوم التي دعا اليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تنديدا بالتصويت المثير للجدل.
وجاء في نص البيان الذي تلقت “العالم الجديد” نسخة منه ما يلي: “لعل من نافل القول أنه، ومنذ أكثر من سنتين، تقدمت دعوات الإصلاح والتغيير على بقية المفردات الأخرى في الثقافة السياسية العراقية، ويمكن ملاحظة هذا وتسجيله في خطب وأدبيات الأحزاب العراقية قاطبة، وعند جميع الساسة العراقيين على مختلف مشاربهم واتجاهاتهم. بيد أن السلوك السياسي في الإدارة والحكم لا يزال على ما كان عليه سابقا، ولم يغادر منطق التغالب وتقاسم الغنائم، ولم نشهد تطبيقات حقيقية لتلك المدعيات، اللهم إلا على مستوى محدود جدا بما جسد الافتراق الحاد بين الشعارات والتطبيق، وهو ما قاد إلى الاعتقاد أن رفع هذه الشعارات ما هي إلا محكيات وهمية من أجل خداع الجمهور المتعطش إلى التغيير، وليس انفتاحا حقيقيا وتكيفا إيجابيا مع مطالبات الجمهور بإصلاح جوهري وحقيقي في العملية السياسية بما يؤدي إلى تحقيق الفاعلية للنظام السياسي وتحقيق الحكم الرشيد.
ولا شك أن دعوات الإصلاح هذه لم تأت عبثا! وإنما جاءت نتيجة التظاهرات المليونية التي قامت بها الجماهير بعد ما رأت عنت الأحزاب المهيمنة في الاستجابة لها، وتماديها في سلوكياتها الخاطئة، والتي أكدت أن تلك التظاهرات ليست تنفيسا عن احتقان، ولا نواحا على آلام الجمهور ومعاناته، وإنما إيمان لا حد له بقدرة الشعب على إنقاذ إرادته.
ولا شك أن دعوة سماحة السيد مقتدى الصدر للتظاهر غدا (الجمعة) محل احترام وتقدير لدينا، وهي تتفق مع رؤيتنا بأن هذه الأحزاب لا تسمح بالمشاركة السياسية إلا لمن يطلب تلك المشاركة ويلح في طلبها ويعبر عن استعداده للنضال في سبيلها.
ونحن إذ نثمن جميع الجهود الداعمة والمساندة والمؤيدة لحق الشعب بالمطالبة السلمية والحضارية بالإصلاح والتغيير، ندعو الجماهير العراقية بألوان طيفها كافة إلى التظاهر السلمي وفقا لأهداف محددة وواضحة، فإن هذه القضية ليست قضية حزب ما أو طائفة معينة أو قومية خاصة، بل هي قضية أمة بأكملها، والسكوت على سلوك الأحزاب السياسية غير المعبر عن إرادة الأمة سيشجعها على التمادي بما يقود البلاد والعباد إلى منزلق الهاوية والقضاء على مؤسسات الدولة لصالح سلوك التغانم الذي حكم، ولا يزال، أنماط التعيين والمناصب والتشريعات والسياسات والعلاقات ليكون بمثابة السرطان الذي ينهش في كيان الدولة العراقية. ومن دون إلحاح الشارع وإصراره المستمر، ومن دون احتجاجات كل الجمهور بألوانه المختلفة وتضامنهم المشترك من أجل قضاياها الموحدة، لا يمكن توقع أية بارقة أمل في إصلاحٍ أو تغييرٍ جوهري بناءٍ وفاعلٍ وحقيقي في العراق.
ولا شك أن على المثقف التزامات لا يضطلع بها سواه لا تفضلا ولا منة بل هي أداء لحق الوطن وحق أبناء وطنه عليه ومن هنا آلينا على أنفسنا كواجب عيني إبداء ارائنا في هذه اللحظات المهمة والأساسية من تاريخ العراق كمجموعة مثقفة متنوعة لا تنتمي لأي أحد سوى الإحساس اننا امام أمانة تاريخية ونقف في وجه الجور وتحذر من انعكاسات السلوك غير المؤسساتي للاحزاب السياسية وفقدانها للمشروع كما ان من حق المواطن علينا أن يعلموا كيف تشتغل الرحى الطاحنة التي تدمر مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة.
يحيا العراق أرض التاريخ والحضارات والثروات، وتحيا جماهيره الواعية والمحبة للوطن والحياة”.
الموقعون:
د.محمد القريشي -اكاديمي
د.نور القيسي – اكاديمية وناشطة مدنية
د.عقيل عباس – أكاديمي
سرمد الطائي – كاتب وإعلامي
علي المدن – كاتب وباحث
د.باسل حسين – اكاديمي
د. حسن ناظم – أكاديمي
عزام علوش – اكاديمي
د. عقيل عبد حسين – برلماني
انتصار الجزائري – ناشطة مدنية
الشيخ مزاحم الكنعان التميمي – مهندس وحقوقي وعسكري متقاعد
أميرة الكناني – ناشطة مدنية
أمل الجبوري – ناشطة مدنية
د. صائب عبدالحميد – باحث ومؤرخ
د. نجم عبد طارش – اكاديمي
أحمد ابراهيم – ناشط مدني
سوسن البغدادي – ناشطة مدنية
الناصر دريد – اكاديمي
د وثاب السعدي – ناشط مدني
د جون العتابي- أكاديمي ورجل دين
محمد العاني- ناشط مدني
سليم سوزه – كاتب وباحث
بسمة الاوقاتي – اكاديمية
مكي السلطاني – ناشط مدني
زهير الغرابي – ناشط سياسي
احسان الحفيري – ناشط مدني