وافقت لجنة مجلس الشيوخ الامريكية اليوم الاربعاء، على تعيين ترامب للجنرال المتقاعد ماتيس وزيرا للدفاع الجديد.
والجنرال ماتيس هو ضابط سابق في سلاح مشاة البحرية الأمريكية “المارينز” ويتمتع بخبرة ميدانية نتيجة خدمته في الجيش الأمريكي لمدة 44 عاما، حيث شهد خلالها عدة حروب، كاحتلال العراق وأفغانستان، وأدّى دورا مهما في الاشتباكات الدموية التي حصلت في مدينة الفلوجة عام 2004، وقاد كتيبة هجومية خلال حرب الخليج الأولى عام 1991، كما كان قائدا لقوة خاصة عملت في جنوب أفغانستان في عام 2001.
ويعرف بموقفه المتشدد ازاء إيران التي وصفها من قبل بأنها “أكبر تهديد محدق بالاستقرار والسلام في الشرق الأوسط”.
وفي حديث سابق للجنرال أمام الكونغرس الأمريكي، بين أنَّ سبب تنامي التطرف في أمريكا هو عدم تدخل الولايات المتحدة بشكل كاف لحل مشاكل الشرق الأوسط.
وكان الجنرال ماتيس قد تقاعد في 22 أيار مايو 2013 بعد أن ترك منصبه قائدا للقيادة المركزية الأمريكية، لعدم اتفاقه مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وفي السابق قاد الجنرال القيادة المشتركة للقوات الاميركية وقيادة حلف شمال الاطلسي المكلفة بإعداد قوات التحالف لمواجهة تحديات المستقبل.
واكتسب الجنرال لقب “الكلب المسعور” بسبب مشيته المختالة التي اكتسبها في المعارك التي شارك فيها، ولغته الفظة التي يشتهر بها عناصر قوات المارينز.
ونقل عنه قوله: “كن مؤدبا، كن مهنيا، ولكن لتكن لديك خطة لتقتل جميع من تقابلهم”، وفق ما نقلته صحيفة “الغارديان” في تقرير لها ترجمته “عربي21”.
ووصف ترامب الجنرال ماتيس بأنه “الأفضل”، مضيفا أن الجنرالات الآخرون يقولون إنه الأقرب إلى الجنرال جورج باتون، في إشارة إلى القائد العسكري الذي برز خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي حال وافق مجلس الشيوخ على تعيينه، سيكون ماتيس أول جنرال متقاعد يشغل منصب وزير الدفاع منذ جورج مارشال في 1950، الذي خدم في إدارة الرئيس هاري ترومان.
الراهب المحارب
تسببت تصريحات ماتيس اللاذعة له ببعض المشاكل. فقد قال خلال نقاش في سان دييغو في 2005 “تتوجه إلى أفغانستان، وتجد رجالا يصفعون النساء على وجوههن منذ خمس سنوات لأنهن لا يرتدين الحجاب. تعلمون، أشخاص مثل هؤلاء لم تعد لديهم أي رجولة. ولذلك فإنه من الممتع جدا إطلاق النار عليهم”. واضطر بعدها للاعتذر على تصريحاته هذه.
ولم يتزوج ماتيس في حياته، ما أكسبه لقب “الراهب المحارب”.
ومثل الجنرال مايكل فلين الذي اختاره ترامب مستشارا للأمن القومي، فإن ماتيس ينتقد الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران بشأن برنامجها النووي.
ورغم أن ترامب تحدث بشكل إيجابي عن العمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن ماتيس حذر من أن موسكو تريد “تقسيم حلف شمال الأطلسي”.
وقال السيناتور جون ماكين، الذي يرأس لجنة الخدمات العسكرية التي تعقد جلسات تأكيد تعيين وزير الدفاع المقبل، إن ماتيس “هو أحد أفضل الضباط العسكريين في جيله، وقائد فذ”.
إلا أن ماتيس سيحتاج إلى استثناء خاص من قانون يحظر على أي جنرالات متقاعدين تولي منصب وزارة الدفاع لمدة سبع سنوات بعد تقاعدهم.
ويهدف القانون إلى ضمان السيطرة المدنية على جيش البلاد. وحصل مارشال على الاستثناء في 1950.