صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

محنة واثق غازي

1 ماذا أقول لمن له في كُلّ عضوٍ والدُ؟ أبو نؤاس   غريبة، هي، علاقة البعثيين بشواربهم! لِمَ شواربهم مصبوغة على هذا النحو المظلم؟ حتى لتشعر وأنت تنظر إليهم وكأن القيادة القومية قد نتفت لكل واحد منهم ريشتين من جناح غراب مرحٍ، ثم قامت بالصاقهما، على عجل، وبلا رحمة تُذكر، على وجوههم التي جعدتها انفعالات البيانات العسكرية والانقلابية!   شوارب علي حسن المجيد وطه ياسين رمضان ومعمر القذافي، من دون أن نغفل طبعاً رؤساء بعض اتحادات أدباء وكتاب العراق، ومن…

1

ماذا أقول لمن له

في كُلّ عضوٍ والدُ؟

أبو نؤاس

 

غريبة، هي، علاقة البعثيين بشواربهم! لِمَ شواربهم مصبوغة على هذا النحو المظلم؟ حتى لتشعر وأنت تنظر إليهم وكأن القيادة القومية قد نتفت لكل واحد منهم ريشتين من جناح غراب مرحٍ، ثم قامت بالصاقهما، على عجل، وبلا رحمة تُذكر، على وجوههم التي جعدتها انفعالات البيانات العسكرية والانقلابية!

 

شوارب علي حسن المجيد وطه ياسين رمضان ومعمر القذافي، من دون أن نغفل طبعاً رؤساء بعض اتحادات أدباء وكتاب العراق، ومن البصرة – حيثُ يُقام المربد – تحديداً. شوارب فاقعة السواد! على وجه بعثي متغضن منذ الولادة؟ هذا، والله، كثير علينا. انقذونا من صابغي شواربهم.

 

2

لِمَ يعجز البعثي عن العيش بسلام مع الناس؟ لِمَ هو مسكونٌ بهاجس السلطة إلى هذا الحد؟ لِمَ هو مرتجف الشوارب دوماً؟ فكأني بسطوته القرقوشية على الناس يريد صرف أنظارهم، بالقوة، عن مقدار ما في روحه من ظلمةٍ، ومن شهوة للتسلط!

 

البعثي (خوشي)، والخوشي مفردة يعرفها – جيداً – أهل الجنوب المهاجرون إلى بغداد، فقد كانوا يسمون أزلام شيوخهم في زمن الاقطاع بـ(الحوشية). حوشي.. وخوشي!!! فيا عزيزنا واثق: في أي زمان وضيع، نحن؟

 

3

لِمَ عبد الرزاق عبد الواحد هو البعثي الأمثل؟!

عبد الرزاق عبد الواحد، أو.. الرجل الأشد نحافةً وقماءة في الكون، والقماءة، لمن لا يعلم، في لغة أهل العراق، هي من خصائص الطنطل، وهذا الأخير، هو، قزم، له رقبة طويلة، تبلغ عنان السماء! روى لي غير سائق من سائقي سيارات الأجرة، وراكبيها، على الطريق الموصلة بين بغداد – العمارة، أو بغداد – البصرة – حيثُ يُقام المربد – أنهم صادفوا رجلاً بسيط الهيئة، رثّها، طيبّها، في ليالي الطريق المظلمة، وأنه استدرجهم، بعد هنيهات من صعوده السيارة، إلى الحديث عن تجاربهم مع صاحبنا (الطنطل)، وما إن ذكروا له غرابة أطواره المسخية، وعجائب رجليه – حافريه – الممسوخين، حتى قطع الرجل الطيب حديث المحسنين إليه من سواق الأجرة، وبصوت مُنكر، غير صوته الذي اعتادوه منه، بسؤال: رجلين صاحبكم مثل رجلي! مُظهرا لأهلنا الطيبين من سواق السيارات قدميه السخليتين؟ والسؤال الكبير، هو: إذا افترضنا صحة نظرية (داروين) حول تحدر الإنسان من القرد! ألا يحق لنا – حين ننظر إلى عبد الرزاق، وبقية جوق البعثيين المؤمنين بفضائل ممدوحهم صدام حسين – التساؤل، الخطير، حول أصل القرد نفسه؟!

 

هذا، هو، رعاكم الله، خُلق عبد الرزاق عبد الواحد، وبقية عُتاة بعثيي كل الأزمنة، مع أهل العراق، ومع واثق غازي – تحديداً – في ليالي البصرة الحالكة.

فيا إله الكون: ألا سلطت على البعثيين إسهالاً وقبضاً عظيمين في آن معاً.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

4

كتبت، ما كتبت، أعلاه، وفي القلب غصة مبعثها سؤال واحد أوحد، هو:

لِمَ أراد بعض عُتاة بعثيي البصرة إفساد فرحتنا بمربد مدينتهم؟ فقد تعرض الصديق والشاعر المبدع واثق غازي، وقبل بدء المهرجان، إلى تهديد عشائري مقيت أثبت أصحابه، صحة ما نُقل لنا عن تاريخهم الموغل في فاشيته. كيف تمكن هؤلاء من الوصول إلى ما وصلوا إليه من مناصب في مدينة أذاقها البعث شتى صنوف ويلاته؟ من أوصلهم بشواربهم المصبوغة بالظلام، والمرتجفة بسبب.. أو بدونه؟ وما الغاية من ذلك؟ أتعلمون ما الذي قاله رأس افعى الحملة الشرسة، على صديقنا واثق غازي، حين تم تذكيره بماضيه البعثي المؤكد، في محاولة منه لرد التهمة عن نفسه: “لست بعثياً، ولكني مدحت رأس النظام البعثي البائد بقصائد جميلة!!”، وهو ما يؤكد لنا، المرة تلو المرة، خلو ضمائر البعثيين من أدنى مشاعر السوية الإنسانية على المستويين النفسي والأخلاقي. ثمة سؤال ينطوي على شيء من الطرافة، ومؤداه: لِمَ يعبد البعثي السلطة إلى هذا الحد؟ لم هو متشبث بها إلى درجة الاستعداد لارتكاب شتى أنواع الموبقات ضد أهله وزملائه؟ ولِمَ يُشبه البعثي، من ناحية الشكل والمظهر الخارجيين، خواءه الروحي، بحيث يمكنك تمييزه من بين مليارات الناس، ما إن تقع عيناك عليه في ساعة نحس؟!

 

التحية.. كل التحية لصديقنا المبدع واثق غازي، والشكر موصول لكل من وقع على وثيقة الإدانة الصادرة من بعض كبار شعراء ومثقفي بصرتنا بحق بعثييها.

 

5

أخيراً، ولمن يهمه الأمر:

ثمة سؤال ينبغي طرحه على بعض أصدقائنا من شعراء البصرة: ما الحكمة في كيل المديح لبيان علي الامارة سيء الصيت الذي حمل عنوان (لقد عفوت)؟ عفوت عن من؟ عن زميل لك أوقعت به أحط أنواع الشرور، متمثلة بسلطتي العشيرة والحزب؟ أما كان الأجدر بأفضل أصدقائنا في البصرة كطالب عبد العزيز وكريم جخيور انتظار اعتذاره – أولاً – من واثق غازي، وبقية أدباء البصرة عن سلوكه السيئ؟ كيف نمدح عفو المسيء عن ضحيته؟ أي منطق معوج هذا؟ لو أنه اعتذر لكنت أول من سارع إلى وضع لايك على اعتذاره. متى يكف البعثيون عن استخدام لغة العفو – المكرمة – مع ضحاياهم؟

مع خالص الود لصديقيّ المبدعين.

 

إقرأ أيضا