انتقد مختصون في مجال الاثار مواقف المنظمات الدولية والامم المتحدة ازاء عمليات بيع الاثار من قبل تنظيم “داعش” بالرغم من تصنيف منظمة اليونسكو لعملية سرقة الاثار العراق بأنها من الجرائم الدولية التي يحاسب عليها القانون الدولي.
وقال الباحث في مجال الاثار سعد اسماعيل في حديث لـ”العالم الجديد” ان “الموقف العالمي من عملية بيع الاثار العراقية من قبل “داعش” ضعيف، ولا يشكل اي ردع لهذا التنظيم الاجرامي”.
واضاف ان “تنظيم داعش قام بعمل اجرامي باعتدائه على الاثار العراقية وسرقة الكثير منها لتهريبها الى الخارج وتمويل عملياته المسلحة”.
وكشفت الحكومة البريطانية في تقرير لها، بتاريخ 29 اذار مارس الماضي، أن تنظيم الدولة المتشدد يعمد إلى تهريب القطع الأثرية التاريخية من سوريا والعراق بغية بيعها لـ”رفع إيراداته المالية”.
وطالب تقرير الحكومة بـ”تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الدمار الكبير الذي يقوم به داعش ضد التراث في البلدين عبر تدميره أو تهريبه وبيعه في الأسواق”.
وشدد اسماعيل على ان “ردة الفعل ازاء هذه العمليات من قبل المنظمات الحكومية والعالمية والمجتمع الدولي خجولة جدا”.
واشار الى ان “منظمة اليونيسكر اعتبرت الجريمة من الجرائم الدولية التي يحاسب عليها القانون الدولي، لكن ردة الفعل لم تكن بالمستوى المطلوب”.
وحذرت منظمة (يونسكو) في وقت سابق من أن تنظيم “داعش” يبيع قطعا أثرية عراقية وسورية بواسطة مافيا تهريب دولية لتمويل نفقاته، كما يعمد التنظيم إلى تدمير المتبقي من الآثار الدينية والتاريخية باعتبارها أوثان.
وقالت المدير العام لليونيسكو ايرينا بوكوفا، إنها “أبلغت كل الدول الأعضاء وكبرى المتاحف في العالم وسوق الفن” بهذه الأمور، إضافة إلى جميع المعنيين بمكافحة التهريب مطالبة إياهم بـ”اكبر قدر من اليقظة حيال القطع التي قد تكون ثمرة أعمال النهب المستمرة للتراث العراقي”.
من جهته، شدد الكاتب والاعلامي محمد محي على ضرورة تجديد الرقابة على المواقع الالكترونية التي اعتمدها تنظيم “داعش” للترويج عن الاثار التي قام وسيقوم ببيعها.
واشار محي في حديث لـ”العالم الجديد”، الى ان “عمليات بيع الاثار غالبا ما تتم عبر مواقع الكترونية، ما يستدعي تجديد الرقابة عليها من قبل الجهات الدولية”.
وبين ان “مجلس الامن والمنظمات العالمية مطالبة بتحرك جدي وفعلي لاعادة الاثار العراقية ومعاقبة الدول التي تعاملت مع “داعش” واشترتها منه”.
وذكرت صحيفة التايمز البريطانية في وقت سابق، أن تنظيم “داعش” يسعي لجمع المال من خلال بيع آثار استولي عليها مسلحوه عبر موقع “إي باي” علي شبكة الإنترنت.
وقالت الصحيفة، إن حليّا وقطعاً معدنية وخزفية استولي عليها مسلحو التنظيم، وجدت طريقها إلي مشترين في الخليج عبر عصابات إجرامية، موضحة أن عملية البيع تتم غالباً من خلال مواقع الكترونية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التجارة في الآثار أصبحت تدر أرباحاً كبيرة للتنظيم إذ يعتقد أنه جني منها ملايين الدولارات.
وكان تنظيم “داعش” نشر في (26 شباط 2015)، شريط فيديو يظهر قيام أفراده بتحطيم تماثيل وآثار يعود تاريخها إلى آلاف السنين في متحف الموصل، مستخدمين مطرقات وآلات ثقب كهربائية.
وقام أفراد التنظيم المتطرف برمي التماثيل أرضا وتحطيمها، كما استخدموا آلة ثقب كهربائية لتشويه تمثال آشوري ضخم لثور مجنح يقع عند بوابة نركال في المدينة التي يسيطر عليها التنظيم منذ هجوم شنه في العراق في حزيران يونيو الماضي.
ويضم المتحف الذي هدمه عناصر “داعش” تماثيل وآثارا من الحضارتين الآشورية والهلنستية، يعود تاريخها إلى قرون قبل ميلاد المسيح.