وجدت لورا بويتراس، مخرجة الافلام الوثائقية الأمريكية، نفسها في مواقف خطرة كثيرة في العراق واليمن لكنها لم تحس بالخطر مثلما شعرت به حين كانت تصور ادوارد سنودن في فندق بهونغ كونغ بينما كان يستعد للكشف عن برامج تجسس سرية هائلة تقوم بها الحكومة الأمريكية.
كانت تلك الأيام الثمانية المتوترة هي عصب فيلم (سيتيزن4) citizen four وكيف قرر المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية (إن.إس.ايه) عام 2013 ان يكشف لأجهزة الاعلام آلاف الوثائق السرية وما تلا ذلك من توابع على مستوى العالم.
وقالت بويتراس لرويترز “أعتقد أنه (سنودن) كان بالقطع في خطر وكان لدي بالتأكيد مخاوف كثيرة. عملت من قبل في عشرات من مناطق الصراع لكن خوفي كان أعظم في هذا الفيلم مما كان عليه حين كنت أعمل في بغداد”.
وأضافت “كان واضحا بالنسبة لي حين بدأنا نتراسل بالبريد الالكتروني أنه اذا كان على حق سنغضب عددا من أقوى الناس في العالم وأناس سيحاولون منع هذا. انها مؤسسات قوية لديها قدرات هائلة”.
ويبدأ عرض فيلم (سيتيزن4) citizen fourفي بعض دور السينما الأمريكية المختارة غدا الجمعة. واسم الفيلم مأخوذ من الكنية التي استخدمها سنودن حين اتصل بالمخرجة لأول مرة من خلال رسائل الكترونية مشفرة لكشف ما كانت تقوم به الوكالة الامريكية من جمع معلومات عن المكالمات الهاتفية وأنشطة الانترنت لملايين المواطنين الامريكيين العاديين وعشرات من زعماء العالم.
وتشاركت بويتراس في اقتسام جائزة بوليتزر عن دورها في الكشف عن هذه المعلومات. ويشير خبراء إلى أن فيلم (سيتيزن4) سيرشح في كانون الثاني المقبل لجائزة أوسكار.
ويبدو سنودن هادئا في الفيلم لكنه يجفل في فزع حين يدق جرس انذار في الفندق. وفي لحظة أخرى يختبئ تحت غطاء أحمر ليخفي جهاز الكمبيوتر المحمول وكلمة المرور من كاميرات موجودة في الحجرة.
وحين بدأت بويتراس الاتصال به لأول مرة ظنت أنه سيحرص على أن تظل شخصيته مجهولة ولم تكن تأمل في أن تصور له فيلما.
ويوجد سنودن الذي يبلغ الآن 31 عاما في روسيا وانضمت إليه صديقته.