صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

مدير معهد بروكنز: العيساوي بالغ بخطورة الحشد الشعبي وأنصح السنة بالتعايش معه

تحت عنوان ماوراء “الجزء السهل”، الخطوات القادمة قي العراق، كتب مايكل اوهانون مدير معهد بروكنز للدراسات الاستراتيجية مقالا رد فيه على أهم ماجاء في ورقة رافع العيساوي (وزير المالية السابق) المقدمة للكونغرس الامريكي والتي قرأها امام حشد من الحضور ووسائل الاعلام يتقدمهم ديڤيد پترايوس مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي آي أي) سابقا، والجنرال آلن المنسق العام لقوات التحالف الدولي ضد “داعش”

تحت عنوان ماوراء “الجزء السهل”، الخطوات القادمة قي العراق، كتب مايكل اوهانون مدير معهد بروكنز للدراسات الاستراتيجية مقالا رد فيه على أهم ماجاء في ورقة رافع العيساوي (وزير المالية السابق) المقدمة للكونغرس الامريكي والتي قرأها امام حشد من الحضور ووسائل الاعلام يتقدمهم ديڤيد پترايوس مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي آي أي) سابقا، والجنرال آلن المنسق العام لقوات التحالف الدولي ضد “داعش”.

 

وتوقف أوهانون عند ثلاث نقاط في حديث العيساوي، مبديا اختلافه الواضح معها في وصفه الأوضاع الأمنية يالعراق، وكيفية معالجتها ووضع الحلول الناجعة على المديين القريب والبعيد معاً.

 

وكان القياديان في اتحاد القوى (السنية) رافع العيساوي واثيل النجيفي (محافظ نينوى) قد تحدثا في معهد بروكنز الأحد الماضي، عن رؤيتهما حول ما يجري في العراق، منتقدين الحكومة المركزية وفصائل الحشد الشعبي.

 

وأوضح الخبير الأميركي الكبير في مقاله الذي حصلت “العالم الجديد” على نسخة منه، ان “النقطة الهامة الاولى تخص توصيفات العيساوي للحشد الشعبي، وما اسماه بالمليشيات الشيعية، والتي وصفها الاخير بأنها لا تختلف في سلوكها عن (داعش)، وتأتمر كليا بأوامر ايران، لكن ماسمعته من العيساوي ينطوي على قدر كبير من المبالغة، وانا لا أعتقد بأن المليشيات الشيعية على هذا القدر من السوء مثل (داعش)”، لافتا الى أن “من الانصاف علينا أن نتذكر بأن بغداد ربما كانت في حال أخطر وأسوأ مما هي عليه لولا تدخل هذه المليشيات في الدفاع عنها في صيف العام الفائت”.

 

وبين أوهانون “عندما اندفع تنظيم “داعش” داخل البلاد بقوة، فان الحقيقة تقول أن تلك المليشيات هي من عملت على حماية بغداد، وهي ذاتها من قامت بتحرير تكريت”، مستنكرا وصف العيساوي لعناصرها بأنهم على نفس القدر من الوحشية والفساد، ويشكلون تهديدا للعراق في المستقبل كما تفعل (داعش)”.

 

بروكنز

 

أما النقطة الثانية التي توقف عندها مدير معهد بروكنز للدراسات الاستراتيجية في معرض تعليقه على ملاحظات العيساوي، فقد كانت تتعلق ببناء القوات المسلحة العراقية والشرطة والحرس الوطني التي دعا العيساوي من خلالها الى استبعاد جميع المليشيات الشيعية والفصائل المسلحة المرتبطة بها من الدخول في المؤسسات الأمنية وقبول تطوعهم كأفراد وليسوا كمنظمات.

 

فقد تحدث أوهانون قائلا “مبدئيا، هذه فكرة حسِنة، لكن الواقع يتطلب حتما إجراء بعض التسويات، لاسيما إذا علمنا بأن هذه المليشيات ذات قوة كبيرة على الأرض، وليس من المعقول او المحتمل ان تقبل نزع سلاحها او تجميدها وتسريحها بتلك الطريقة السهلة”.

 

ونوه الى أنه “ربما نحتاج تفاهما لتحويل هذه المليشيات الى فصائل مسلحة صغيرة تنخرط في القوات المسلحة الرسمية للدولة، ووضع هذه التشكيلات تحت إمرة وقيادة جيدة مما يحولها الى قوى صغيرة، لكنها فاعلة، حيث تنكسر فيها الروح المليشياوية”.

 

ورأى مدير معهد بروكنز للدراسات الاستراتيجية أن “الوضع الراهن يحتمل ذلك كون هذا الاجراء ممكنا ومقبولا”، مطالبا “العيساوي ومؤيديه من السنة بالتحلي بقدر عال من التفهم لقبول بعض التسويات على نحو لا يمكن انكاره مع امكانية حدوث بعض المخاطر التي تتعرض لها الدولة، وكذلك مصالح مؤيديه السنة”، وأكد “ليس هنالك من طريق واقعي آخر يمكن الولوج اليه والمضي به الى الامام”.

 

وبشأن النقطة الثالثة التي استوقفت أوهانون، هي دعوة العيساوي الى تشكيل الحرس الوطني، مطلقا عليها “نظام پترايوس المعٓدٌل”، في اشارة الى مشروع الصحوات الذي لم يكتب له النجاح، فقد رحب الخبير الاميركي بتلك الدعوة كون ذلك سيعمل على تقوية مقاتلي العشائر السنية وباقي القوات الأمنية المحلية، الا أنه رأى بأنها تنطوي على بعض الملابسات، متسائلا “أي المقاتلين يمكن ان ينظم الى هذه المجموعات؟ وأي من تلك المجموعات يمكن لها الحصول على السلاح؟ يبدو أن العيساوي فضّل تشكيل لجان مشتركة من قادة الحكومة المركزية والمسؤولين المحليين”.

 

وتابع “وهذا يبدو إعطاء بغداد حق الإشراف على زج المقاتلين المحليين في القتال للدفاع عن قراهم ومدنهم، لكن ذلك يتطلب مزيدا من المرونة في التطبيق”، مشيرا الى أنه “على سبيل المثال، هل ستقوم هذه اللجان المشتركة بالبت في أمور الأفراد والتسليح وفقا للتصويت بالاغلبية أم بالاتفاق الجماعي في الرأي؟ ومٓن سيقوم باختيار عضوية الافراد؟”.

 

جاءت تلك الردود بعد مقدمة ذكرها أوهانون مفادها بأن “الحملة ضد (داعش) تنقسم الى تهديدين أساسيين من حيث الجهد الحربي، هما العراق وسوريا، وبالطبع فان الصراع هو أبعد من ان يكون عسكريا فقط، ويتجاوز في حدوده هذين البلدين، لكنهما يشكلان مركز الصراع في الوقت الراهن”.

 

ولفت الى أن “الاستراتيجية العراقية حاليا تبدو انها الأكثر أملا من حيث الجهود في هذين البلدين، إذ يوجد لدينا في العراق حكومة صديقة برئاسة السيد حيدر العبادي، وهي حكومة منتخبة تمتلك جيشا يقوم بتأدية واجبه في القتال على أقل تقدير”، مضيفا “كما أن جيشنا لازال مرحّبا به هناك، حيث يوجد الان ثلاثة آلاف أميركي يدربون العراقيين في الوقت الذي تقوم فيه طائراتنا بمعداتها الحربية بطلعاتها القتالية في الأجواء العراقية”.

 

يشار الى أن معهد بروكنز للدراسات الاستراتيجية معهد معتبر لدى وزارة الخارجية الاميركية، وهي تأخذ بتوصياته ازاء اية قضية خارجية تواجهها.

 

إقرأ أيضا