مصادر أمنية: معركة تحرير الفلوجة وشيكة.. و(داعش) يستعد لها بالخنادق والسواتر الترابية

يبدو أن تنظيم ما يسمّى “الدولة الإسلامية” المعروف بـ”داعش” لا يسعى إلى خسارة الأرض في…

يبدو أن تنظيم ما يسمّى “الدولة الإسلامية” المعروف بـ”داعش” لا يسعى إلى خسارة الأرض في محافظة الانبار كما خسرها في محافظة صلاح الدين، إذ بات يسعى إلى خلق ستراتيجية جديدة من أجل البقاء أكثر في المناطق والمُدن التي يُسيطر عليها.

 

وبعد أن استنزف خططه في حرب الانفاق التي قادها ضدّ القوّات الأمنية في مدينة الرمادي، مركز محافظة الانبار، منتصف الشهر الجاري، عبر تفجيرات عدّة استهدفت المباني الحكومية، في مخطط للسيطرة على مبنى الحكومة المحليّة، بدأ مخططاً جديداً يعتمد على الخنادق تحسّباً لعمليّة أمنية لتطهير مدينة الفلوجة.

 

وظلّت الفلوجة، منذ أكثر من عام، عصيّة على دخول القوّات الأمنية وابناء العشائر بالرغم من محاولات الجيش لأكثر من مرّة استعادتها، وتحوّلت المدينة إلى حصن منيع لتنظيم “داعش”.

 

وقال الرائد عارف الجنابي، مدير شرطة ناحية عامرية الفلوجة، إن “تنظيم (داعش) يحاول تحصين عناصره من هجمات القوات الأمنية بعد ان تمكنت القوات الأمنية في العامرية من صد جميع الهجمات التي قام بها التنظيم والتي استهدف خلالها السيطرة على الناحية”.

 

وأشار الجنابي في حديث لـ”العالم الجديد”، إلى أن “(داعش) بدأ يحفر الخنادق وينشئ السواتر الترابية حول محيط ناحية العامرية جنوب مدينة الفلوجة تحسباً لأي هجمات قد تشنها القوات الأمنية”.

 

وقال مصدر أمني رفيع المستوى في الانبار، إن “خطط عملية تحرير الفلوجة باتت قريبة جدّاً”.

 

وأكد في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الحكومة المحلية تدرس منذ أكثر من شهر خطط تحرير المًدن الستراتيجية في المحافظة والفلوجة مدينة ستراتيجية”.

 

وتمثّل الفلوجة لـ”داعش” موقعاً ستراتيجياً بسبب قربها من بغداد بمسافة 60 كلم، وكان يسكنها نحو 700 ألف نسمة ينتمي أغلبهم إلى عشائر الدليم، إلا أن العمليات العسكرية الأميركية في عام 2004 وما تلاه من أعمال عنف أدّت إلى تدمير نحو 90 بالمائة من البنية التحتيّة، الامر الذي جعل الكثير من الأهالي يغادرون المدينة.

 

وعدّ النقيب ياسر الفهداوي، الضابط في شرطة الأنبار، لجوء “داعش” إلى تغيير ستراتيجياته “ليس بالأمر الغريب”، موضحاً أن “داعش بين فترة وأخرى يقوم بتنويع هجماته على القوات الأمنية”.

 

وشدد الفهداوي في حديث لـ”العالم الجديد” على أن “حفر الخنادق وإنشاء السواتر الترابية ما هي الا محاولة لعرقلة تقدم القوات الأمنية في حالة شن هجوم على منطقة يسيطر عليها التنظيم من جهة ومحاولة لاستخدام تلك الخنادق في التصدي لأي تقدم للقوات الأمنية من جهة أخرى”.

 

وتسرّبت أنباء عن أن عمليات تطهير مدن الانبار ستتم بمشاركة واسعة من قوّات الحشد، خاصّة بعد أن طلب شيوخ عشائر في المدينة من قادة الحشد بالتدخل، لكن لم يستنّ لـ”العالم الجديد” التأكّد.

 

وبالرغم من إظهار فصائل الحشد الشعبي الانضباط في معركة تحرير محافظة صلاح الدين، إلا أن التخوّف من حالات انتقام في الانبار ما تزال تسيطر على وجهاء المحافظة.

 

وقال الشيخ مظفر الحلبوسي، أحد وجهاء ناحية الكَرمة، إن “ما حصل في البو عجيل والدور من عمليات حرق للمنازل وسلب للممتلكات العامة والخاصة للمواطنين وتفجير للدور السكنية تجعلنا نتخوف بشكل كبير من تكرار نفس المأساة في ناحية الكَرمة”.

 

ويتردّد في الانبار أنباء عن قيام الحشد الشعبي بعمليات قتل ميدانية وإحراق للمنازل في صلاح الدين، بالرغم من نفي قادة الحشد لذلك، والالتزام بفتوى السيد السيستاني التي حرمت أيا من تلك الأعمال.

 

وأشار الحلبوسي في حديثه لـ”العالم الجديد”، إلى أن “قوات الحشد الشعبي ليست لديها مرجعية عسكرية أو أمنية، وهي تعمل بشكل منفصل وعلى الحكومة المحلية في الأنبار أن تأخذ هذا الجانب بحذر شديد جداً”.

 

إقرأ أيضا